أعلنت الهيئة الاتحادية السويسرية لمناهضة العنصرية اعتراضها على تعميم أصدرته إدارة التعليم بمقاطعة سان غال (شمال البلاد/ ناطقة بالألمانية) يقضي بمنع الحجاب الإسلامي في المدارس العمومية. وقالت الهيئة: "إنه إجراء موجَّه ضد ديانة بعينها، وهو ينتهك مبدأ المساواة في الحقوق بحرية الممارسة الدينية". وقالت الهيئة في بيان لها اليوم: ننظر إلى التعميم الذي وزعته إدارة التعليم في سان غال بمنع الطالبات المسلمات مِن ارتداء الحجاب الإسلامي على أنه "عمل موجَّه ضد الأقلية المُسلمة، وقد أملته دوافع حزبية غير مقبولة". وأكدت أن لبس الحجاب يندرج ضمن ميدان الحرية الدينية التي يحميها الدستور السويسري ما لم تتعارض مع القوانين الأساسية العليا. وأضافت: إذا كانت هيئتنا قد وافقت على وضع ضوابط وقيود على الهيئات التدريسية بعدم التعبير عن إنتماءاتها الدينية داخل فصول الدراسة، طبقاً لما قضت به المحكمة الاتحادية عام 1997، ففي المُقابل لا تسمح الهيئة بفرض منع لحجاب الطالبات والعاملات في المؤسسات التربوية، موضحة أن هذا الإجراء يستهدف منع ممارسة دينية أساسية للنساء المعنيات، وهو ينتهك مبدأ المساواة في المعاملة، لأنه لن يُطبَّق بصورة مُماثلة على الطوائف الدينية الأخرى. وقالت: أن تبرير الحظر على أنه ضرورة للتشجيع على الاندماج "ليس إلا ذريعة" لأن الحظر سيؤدي في آخر الأمر إلى وضع عراقيل إضافية أمام الاندماج، وسيُعقد المشاكل بدلاً من أن يحلها، مشيرة إلى أن الإندماج الحقيقي لا يعني إلغاء كافة المظاهر الخارجية التي تُميز الأفراد بعضهم عن بعض، وهذا ما أرادته بالضبط هيئة التعليم في مقاطعة سان غال عندما وجدت في الحجاب، وحده دون غيره، أنه وسيلة للتعبير عن الهوية الثقافية بالإمكان حظرها. وحذرت الهيئة مِن أن التوجيه الذي أصدرته المُقاطعة قد يصبح مثالاً لكل المُقاطعات السويسرية، وقد لا يقتصر على المدارس وحدها. وخلال العام الحالي، رفض البرلمان المحلي لمقاطعة زيورخ بأغلبية 104 أصوات ضد 65 مقترحاً مُماثلاً لحظر الحجاب في مدارس المقاطعة تقدم به حزب الشعب (صاحب مُبادرة حظر بناء المآذن). وقد اتضح ل"الوطن" أن التعميم الذي أصدرته المُقاطعة بحظر الحجاب جاء بعد رفض التلميذات نزع حجابهن إثر مساع شفوية بذلتها إدارات المدارس معهن. وقال وزير التعليم في المقاطعة، ستيفان كوليكر، (مِن حزب الشعب) إن حظر ارتداء الحجاب في المدرسة يسمح بالحيلولة دون حدوث تمييز للتلميذات المُسلمات، كما يُمكن أن يُسهِّل هذا الإجراء اندماج هذه التلميذات، وأكَّدَ أن حظر ارتداء الحجاب "لا يُهدد الحرية الدينية"، باعتباره "لا يُمثل رمزاً دينياً".