نقل أمير منطقة عسير الأمير فيصل بن خالد أمس، تعازي ومواساة القيادة لذوي شهيد الواجب الجندي محمد أحمد آل مقرح القحطاني، الذي استشهد بصحبة زميله الشهيد رئيس رقباء عبدالرزاق الغامدي. وقدم أمير عسير تعازيه لوالد الشهيد القحطاني ولأسرته وذويه بمقر سكنهم بمركز الغول في تهامة قحطان بظهران الجنوب، سائلا الله أن يتغمد الفقيد برحمته وأن يسكنه فسيح جناته ويلهم أهله الصبر والسلوان. وأكد والد الشهيد القحطاني للأمير فيصل بن خالد، أن فلذة كبده استشهد في سبيل الله وهو يدافع عن حياض الوطن ضد الأعداء، موضحا أنه فخور بموته وعلى أتم الاستعداد لتقديم أشقائه الأربعة الآخرين فداء للوطن. بعد ذلك، انتقل الأمير فيصل بن خالد إلى مستشفى ظهران الجنوب للاطمئنان على صحة قائد قطاع حرس الحدود بالمحافظة العميد سعيد بن محمد المهجري، والرقيب صالح ظافر آل صالح، والعريف محمد حيان آل مقرح، الذين تعرضوا لحادث سير أول من أمس أثناء عودتهم من مراسم العزاء في الشهيد محمد آل مقرح. وقدم أمير عسير شكره لكافة أفراد قطاع حرس الحدود على ما يتمتعون به من حس أمني عال وإنجازات مشرفة في حماية الوطن وأمنه، فيما أكد المهجري خلال الزيارة أنهم على العهد والولاء في الدفاع عن حمى الوطن ضد الأعداء المتربصين به. إلى ذلك، قال والد الشهيد محمد آل مقرح، إن ابنه كان بارا به وبأمه التي أجرت ثلاث عمليات، بحكم أنه أكبر أشقائه والعائل الوحيد لهم بعد الله، مؤكدا أنه لم يمض على تعيينه بالخدمة سوى 8 أشهر بدأ من خلالها ببناء مسكن صغير بعد الظروف التي عانت منها الأسرة البالغ عددها 15 فردا. وأضاف "كان الشهيد يحرص عندما يأتي من العمل إلى الذهاب لمنزل جده الطاعن في السن عبر عقبة "نهاد" غير المعبدة للسلام عليه والجلوس معه يوما كاملا وقضاء بعض حوائجه، ومن ثم العودة لمتابعة سير بناء المنزل الذي لا يزال تحت الإنشاء". فيما أكدت والدة الشهيد أنها تلقت الخبر كالصاعقة في وقت مبكر صباح الأربعاء الماضي بعد تجهيزها إفطار أبنائها وبناتها للذهاب للمدرسة، وقالت "توالت الاتصالات على زوجي، وأصررت عليه لمعرفتها حتى بادرني بأن هناك ضيوفا سيحلون علينا وطلب مني إعداد الفطور والقهوة لهم، وبعد تجهيز طلبه وقبل دخول الأقارب علينا بكى وأبلغني باستشهاد محمد بعد قتله من قبل مهربين على الحدود". وأشارت إلى أنها لم تتمالك نفسها من صدمة الخبر حتى أغمي عليها، ولم يخفف من حزنها سوى أنه مات شهيدا مدافعا عن حدود وطنه.