لا تشبه تجارة حمضيات العلا أي تجارة أخرى، حيث يدخل المشتري في نقاش مع البائع وإخضاعه "لقسم اليمين" عن مصدر الحمضيات وعلاقتها بمنطقة الحجر (ديار ثمود) المحرمة خروجاً عن الخلاف في حكم أكل ثمار المنطقة المحرمة في محافظة العلا. ومع أن وزارة الزراعة أعلنت أكثر من مرة أنه لا توجد مزارع في المنطقة المحرمة المختلف في الأكل من ثمارها إلا أن مشهد النقاش عن مصدر حمضيات العلا مشهد يتكرر مع باعة حمضيات العلا لا سيما في المناطقة البعيدة التي تصلها منتاجات المحافظة الزراعية، ويستمر النقاش طويلا عن مصدرها والمياه التي تسقى منها للخروج من الخلاف في ثمار المناطق المحرمة. وبحسب عدد من المهتمين بزراعة الحمضيات في منطقة العلا أن جودة مزارع الحمضيات تراجعت عن السنوات الماضية، مرجعين السبب لضعف دعم وزارة الزراعة في توفير متطلبات المزارعين للحفاظ على جودة مزارع الحمضيات التي اشتهرت فيها مزارع محافظة العلا. من جانبه، أكد أمين عام الجمعية التعاونية الزراعية في محافظة العلا عبدالله خليفة ل"الوطن"، أن الدراسات حول جودة الحمضيات في العلا توصلت إلى تراجع جودة حمضيات العلا، مرجعاً سبب التراجع أن الشتلات الزراعية التي تقدم للمزارعين لتحسين الجودة والنوعية تجلب من منطقة نجران، وهي لا تتلاءم مع بيئة وأرض المحافظة الزراعية، الأمر الذي حسن حجم الثمار وأضعف جودتها في الطعم والمذاق. وبين خليفة أن الحل للنهوض بجودة حمضيات العلا يكمن في العودة لاستيراد الشتلات الزراعية من الخارج لتحسين الجودة والنوعية، مطالباً الزراعة في العودة لجلب الشتلات الزراعية للحمضيات من جمهورية مصر العربية كما هو الحال في السابق، حيث اقتراب طبيعة الأرض الزراعية وملاءمتها مع مزارع المحافظة. وحول ما يسمى بمنطقة ثمار المنطقة المحرمة في مدائن صالح أو ما تسمى بالحجر أو ديار ثمود، والذي اختلف العلماء في حكم الأكل من ثمارها، أوضح خليفة أن باعة حمضيات العلا خارج المحافظة وغير العارفين بمواقع المزارع يواجهون أحياناً السؤال عن موقع مزارع العلا، وذلك حرصاً للخروج من الخلاف الفقهي حول حكم الثمار التي تزرع في المنطقة المحرمة، مفيداً أن أكثر من مرة جرى الإيضاح أنه لا توجد مزارع حالياً في المنطقة المذكورة، وأن جميع المزارع فيما يسمى بالمنطقة المحرمة اندثرت. وأشار خليفة أن عدد المزارع في المحافظة تقدر بنحو 550 مزرعة منها 200 مزرعة للحمضيات، تبلغ عدد أشجار الحمضيات فيها نحو 750 ألف شجرة، وذلك بحسب الشؤون الزراعية في المحافظة، مشيرا إلى أن زراعة العلا من التمور والحمضيات في صدد مشروع سيعلن عنه قريبا وسيقوم بإشراف جهات عليا للنهوض بمزارع المحافظة. وأضاف: "مشروع إنتاج خط فرز" الذي سينتهى العمل به خلال عام ستطبق فيها خطط ومرئيات زراعية من شأنها إعادة الجودة والنوعية لمزارع المحافظة، وهو مشروع حرصت على تنفيذه الجهات ذات العلاقة بتوجيه مباشر من أمير المنطقة فيصل بن سلمان، الذي يولي زراعة العلا جل اهتمامه ورعايته".