في أول تعليق له على تطاول "حزب الله"، قال الرئيس اللبناني ميشال سليمان: إنه كان يتوقع هذا الهجوم عليه وقال "من يعمل يُجرح ويجب ألا يستخف الآخرون بالحبر لأنه يكتب التاريخ". وأضاف في حديث إلى الصحفيين من باريس أمس، إلى أن إعلان بعبدا "أصبح أكبر من البيان الوزاري، ومسألة المقاومة سيصار إلى إيجاد صيغة مرنة لها في بيان الحكومة الجديدة". وشدد على أن أهداف مؤتمر دعم لبنان الذي عقد في باريس "أكبر من مجرد البحث عن دعم لحل مشكلة النازحين السوريين إنما هو للإحاطة بلبنان وأوضاعه السياسية والاقتصادية". ومع ورود أنباء عن محاولات لترطيب الأجواء بين حزب الله ورئيس الجمهورية، إلا أن النائب البرلماني عن كتلة القوات اللبنانية في فريق الرابع عشر من آذار إنطوان زهرا نفى صحة ذلك، وقال: "لا يمكن الأخذ بهذا الكلام طالما لم يصدر عن رئيس الجمهورية، مما يجعلني أتحفظ عليه بشكل كامل، لأني لا أحكم على تسريبات أو محاولات تسوية قد لا يكون رئيس الجمهورية نفسه راضيا عنها". لذلك يتمسك إنطوان زهرا بكلام سليمان الأخير، الذي تحدث فيه عن المعادلة الخشبية. وأضاف "نعم هذه الثلاثية التي أعطت المقاومة شرعيتها من خلال الدولة اللبنانية لم تعد صالحة اليوم لأنها تنتمي إلى زمن لم يعد قائماً، وبالتالي يجوز وصفها بالمعادلة الخشبية". وعما رددته بعض الدوائر القريبة من حزب الله من أن سليمان قد يتراجع لرغبته في تمديد ولايته الرئاسية قال: "أعلن رئيس الجمهورية من شهور عدم سعيه للتمديد، وأنه سيغادر قصر بعبدا عند انتهاء ولايته، وكل ما يتطلع إليه هو إجراء انتخابات رئاسية في موعدها الدستوري ضمن ظروف طبيعية. أما القول بأنه استشعر عدم الموافقة على التمديد فهذا الكلام لا يمكن تصريفه إلا في جملة الحملة ضد رئيس الجمهورية، والتجني عليه بكلام غير صحيح، لأنه يحترم الدستور وبالتالي لا يسعى للتمديد". ويرفض زهرا كل الاتهامات الموجهة لرئيس الجمهورية بانحيازه لفريق الرابع عشر من آذار ويقول "الرئيس مؤتمن على الدستور وصيانة وحدة البلاد، وهو القائد الأعلى للقوات المسلحة. ويمارس واجباته الدستورية دون انحياز لأي فريق سياسي. وهناك انقسام سياسي في لبنان بين فريق الرابع عشر من آذار الساعي لبناء الدولة، وبين فريق آخر يقوده حزب الله الذي لا يريد للدولة أن تقوم إلا حسب مصالحه وشروطه، وبالتالي موقف الرئيس دستوري مؤسساتي يتناقض مع موقف الدويلة دون أن يتحيز لفريق سياسي معين. لكن صادف أن موقفه يتقاطع مع مبادئ فريق الرابع عشر من آذار، وبالتالي بات خصما لحزب الله، الذي بدأ يتعرض له ويتجرأ عليه!" من جهتها، رأت كتلة المستقبل أهمية انعقاد مؤتمر مجموعة الدعم الدولية للبنان في باريس. أكدت أنه "يعبر عن مدى الحرص على حماية لبنان من تداعيات الأزمة السورية. وأملت ككل اللبنانيين أن يتجاوز هذا الدعم المظاهر الإعلامية والسياسية، ليتخذ خطوات عملية ومادية محسوسة، لا سيما فيما يتعلق بدعم لبنان في إغاثة اللاجئين السوريين على أراضيه، حيث يتحمل لبنان أعباء كبيرة تفوق طاقته".