توافد الزوار والمعتمرون إلى بيت الله الحرام خلال اليومين المنصرمين، وتضاعفت أعدادهم، حيث وصلت إلى أعلى كثافة أمس الجمعة، فقد امتلات أروقة المسجد الحرام وساحاته الداخلية والخارجية، إضافة إلى السطح والقبو بالمصلين الذين حرصوا على التواجد قبيل أوقات الصلوات الخمس، وصلاة القيام بساعات، ساهم في ذلك الخدمات المقدمة من حكومة خادم الحرمين الشريفين، وما سخرته من إمكانات مادية وبشرية، في تنظيم دخول وخروج مرتادي المسجد الحرام من الطائفين والساعين، والمصلين خلال صلاة الجمعة الثانية بالمسجد الحرام، حيث اصطف رجال الأمن في ساحات المسجد الحرام، وعلى جانبي المشايات المخصصة للدخول والخروج؛ لتنظيم وتوجيه المصلين إلى الأماكن الشاغرة داخل المسجد وخارجه، في إجراء تنظيمي لمنع تعارض حركة الداخلين والخارجين في حين فُعّلت الأضواء الدالة على امتلاء المسجد الحرام بالضوء الأحمر في إشارة إلى عدم إمكانية وجود أماكن بداخله للصلاة، وأن على الوافدين إليه التوجه إلى الطابق العلوي، وإلى السطح والساحات الخارجية. وقال مدير إدارة الساحات بالمسجد الحرام مصلح المحمادي: تعدّ ساحات المسجد الحرام جزءاً لا يتجزأ من المسجد الحرام، بحيث تهيأ لأداء الصلاة، ويتولى المراقبون العاملون في الإدارة المخصصة للإشراف على تلك الساحات، والبالغ عددهم 120 موظفا رسميا وموسميا في توعية زوار المسجد الحرام، إلى جانب تزويد الساحات بمائة وعشرين لوحة إرشادية وتوعوية باللغة العربية، والأوردية، والإنجليزية التي تعرض عبارات تحث زوار المسجد الحرام على المحافظة على نظافة المسجد الحرام، وساحاته، وعلى عدم اللعب وإزعاج المصلين من قبل بعض الأطفال الذين يرافقون أسرهم؛ حفاظاً على قدسية هذا المكان المبارك. وأضاف أنه يوجد 17 خريطة ملونة للإرشاد والتوجيه، تهدف إلى تعريف المعتمرين وزوار المسجد الحرام بمواقعهم حيث يسهل عليهم الاستدلال على مواقع الخدمات، والشوارع المحيطة بالمسجد الحرام من خلال معلومات واضحة باللغتين العربية، والإنجليزية. وقال المحمادي إنه تم وضع شاشتين تلفزيونيتين عملاقتين بالتعاون مع إدارة الدفاع المدني لتوجيه المعتمرين وإرشادهم، إحداهما أمام باب الملك عبد العزيز، والأخرى بميدان الشبيكة. كما تم تكثيف خدمة الصناديق المخصصة، لحفظ الأمانات حول المسجد الحرام التي صممت بطريقة حديثة جداً بحيث يتم فتحها إلكترونياً، وبأحجام وسعات مختلفة تتلاءم مع كافة الاحتياجات لضيوف الرحمن. وخصصت لتلك الصناديق كبائن مكيفة عليها حراسة أمنية. وعلى مستوى الأماكن المخصصة للنساء داخل وخارج الحرم المكي، فقد أنشأت الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام، والمسجد النبوي وحدة شؤون المرشدات بالمسجد الحرام، وذلك للإشراف على الأقسام المخصصة للنساء داخل المسجد الحرام من خلال عدد من المراقبات المؤهلات علمياً، حيث قال المشرف على هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بالمسجد الحرام الدكتور خالد السبيعي إن وحدة شؤون المرشدات بالمسجد الحرام تقوم على تنفيذ خطة العمل خلال موسم رمضان الحالي من خلال توعية وتوجيه الزائرات بالآداب التي ينبغي التحلي بها في المسجد الحرام، والقيام بالتوعية ببعض الأمور الشرعية والتحقق من عدم اختلاط النساء بالرجال قدر الإمكان وإرشاد الزائرات إلى مواقعهن المخصصة للصلاة، وكذلك رصد الملاحظات أولاً بأول وإنهائها. ويعمل بهذا القسم 330 مرشدة على 4 ورديات، وذلك من خلال الهيئة. أما المرشدات في قسم الأبواب فيتولين تفتيش الزائرات أثناء دخولهن للمسجد الحرام، ويعمل في هذا القسم 151 مراقبة موزعة على 4 ورديات. أما المرشدات في قسم النظافة، فيقمن بالإشراف على أعمال النظافة في المصليات النسائية، ودورات المياه النسائية، ويعمل في هذا القسم 20 مراقبة موزعة على ورديتين. أما اللاتي يعملن في قسم المصاحف فيبلغ عددهن 10 مراقبات يشرفن على متابعة خزانات المصاحف بمصليات النساء وتهيئتها، وإعدادها في حين تتولى المرشدات في قسم الساحات الخارجية تنظيم صفوف النساء في المصليات المخصصة، ومنع جلوسهن على الممرات أو الصلاة فيها، ويعمل في هذا القسم 20 مراقبة. أما على مستوى الطرق المؤدية إلى المسجد الحرام، فقد شهدت كثافة عالية خلال الفترة المسائية طوال أيام الأربعاء والخميس والجمعة، حيث وصلت ذروتها على مدخل مكةالمكرمة الغربي على طريق جدة السريع، مرورا بطريق أم القرى عالي الكثافة في حركة سير المركبات والمشاة، وكذلك الحال مع مدخل مكةالمكرمة الشمالي على طريق المدينةالمنورة السريع، حيث توافدت أعداد كبيرة من الحافلات الناقلة للزوار والمعتمرين من الاتجاهين للقادمين من المدينةالمنورة، ومطار الملك عبد العزيز في جدة.