كشف رئيس اللجنة التنفيذية لاحتفالات الشارقة عاصمة الثقافة الإسلامية، الشيخ سلطان بن أحمد القاسمي، عن أولى فعاليات وبرامج وأنشطة الشارقة عاصمة الثقافة الإسلامية لعام 2014، حيث سيستضيف مسرح جزيرة المجاز يوم 26 مارس المقبل، أضخم عرض فني مسرحي عن الإسلام، يحمل عنوان عناقيد الضياء، وتسعى من خلاله إمارة الشارقة إلى تقديم صورة حقيقية عن الإسلام، بقيمه الإنسانية ورسالته السامية في التشجيع على السلام والمحبة. جاء الإعلان عن هذا العمل الفني على هامش الحفل الختامي للمنتدى الدولي للاتصال الحكومي، الذي أقيم في مركز إكسبو الشارقة، مساء أمس الإثنين، بحضور أعضاء اللجنة التنفيذية لاحتفالات الشارقة عاصمة الثقافة الإسلامية، وضيوف المنتدى والمتحدثين فيه، إلى جانب نخبة من أبرز الإعلاميين العرب والأجانب. وقال الشيخ سلطان بن أحمد القاسمي، إن العرض الفني الملحمي الضخم "عناقيد الضياء"، جاء بتوجيهات الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى، حاكم الشارقة، حيث أراد عملاً فنياً رفيع المستوى يخدم الإسلام، ويوضح حقيقته السمحة، ويعزز قيمه الإنسانية المتمثلة بالعدل والمحبة والسلام، وفي نفس الوقت عمل يسجله التاريخ، ويبقى أثره محفوظاً للأجيال القادمة. وأشار إلى أن العمل الذي كتب كلماته الشاعر السعودي الدكتور عبد الرحمن العشماوي، ولحنه الفنان البحريني خالد الشيخ، سيشارك فيه أكثر من200 ممثل، من مختلف أنحاء العالم، يتقدمهم أربعة نجوم عرب هم: حسين الجسمي، لطفي بوشناق، وعلي الحجار، ومحمد عساف، وسيروي سيرة النبي محمد صلى الله عليه وسلم، منذ ولادته حتى وفاته. وأضاف: "من خلال هذا العمل الذي سيتم تقديمه في خمسة عروض مسرحية ملحمية على مسرح جزيرة المجاز، خلال الفترة من 26 مارس حتى 5 إبريل المقبل، سيسافر الجمهور في رحلة تعود بهم إلى أزمنة الظلام والكفاح والتحديات التي قادتنا إلى بدايات الإسلام الحافلة بالانتصارات، وسيكون رسالة من الشارقة إلى العالم بأسره، للتعريف بالدين الإسلامي وتاريخه، ونحن على ثقة بأن الجمهور سيشاهد عرضاً مبهراً سيبقى محفوراً في ذاكرته إلى الأبد". وأكد أن العرض سيكون الأول في إطار احتفالات الشارقة عاصمة الثقافة الإسلامية، إذ من المقرر تنظيم المزيد من الفعاليات على مدار العام الجاري، والتي تتماشى مع مكانة الإمارة بإعتبارها عاصمة للثقافة الإسلامية، وتثري المنظومة الفكرية العالمية بإنجازات حضارية، تسهم في خدمة الثقافة الإسلامية وإبرازها، لترتوي بفكرها وروحها أجيال الحاضر والمستقبل. وشاهد الحضور خلال الحفل مقاطع صغيرة من العمل الذي يشارك في اعداده كوادر فنية وتقنية عالية المستوى، وتمت الاستعانة في مختلف مراحل التصوير والإنتاج بخبراء في التاريخ الإسلامي، ومتخصصين بإعادة تمثيل المشاهد التاريخية وفق تقنيات غير مسبوقة في العالم العربي. ويعتبر مسرح جزيرة المجاز، المقر الرسمي لاحتفالات الشارقة عاصمة الثقافة الإسلامية، حيث سيستضيف معظم الفعاليات، وهو الأول من نوعه على مستوى المنطقة، وتم تصميمه بشكل يضاهي المسارح الرومانية، فهو مسرح نصف دائري، مقام على مساحة تبلغ 7238 متراً مربعاً، وتبلغ كلفة إنجازه 120 مليون درهماً. ويضم المسرح مدرجات مقسمة على مجموعات تتسع لنحو 4500 متفرج، وتتوسطه منصة عرض كبيرة يعتليها الفنانون لأداء عروضهم، كما أنه مزود بنظام صوتي متطور عالي الجودة والدقة، ويضم المشروع أيضاً جسراً للسيارات أقيم بكلفة 13 مليون درهم، يربط بين شارع بحيرة خالد والجزيرة. وجاء اختيار الشارقة عاصمة الثقافة الإسلامية في إطار برنامج عواصم الثقافة الإسلامية الذي تشرف عليه وترعاه المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة، وذلك بعد مطابقتها للشروط والمعايير الأساسية للعواصم الثقافية الإسلامية التي وضعتها المنظمة. وحظيت الشارقة بهذا التتويج بمصادقة المؤتمر الإسلامي الرابع لوزراء الثقافة الذي انعقد في الجزائر في ديسمبر عام 2004، نظراً لما تتمتع به من تاريخ ثقافي بارز، وآثار مادية وفكرية تستحق التعريف.