أكد وزير الصحة الدكتور عبدالله الربيعة أن مرضى الفشل الكلوي يمثلون هاجساً لمقدمي الخدمات الصحية بالمملكة، مشيرا إلى أن نسبة المصابين بالمرض في تزايد بسبب تزايد الأمراض المزمنة وفي مقدمتها السكري. وقال إن البرامج التوعوية التي تقدمها القطاعات الصحية تسهم في التقليل من الإصابة. ولفت الربيعة إلى أن عدد المصابين بالفشل الكلوي بالمملكة يبلغ 13 ألف مصاب منهم 10 آلاف يتلقون الخدمة في مستشفيات الوزارة، مبيناً أن الوزارة وقعت عقدين لشراء الخدمة من القطاع الخاص مع شركتين عالميتين. وأضاف أن هذه الاتفاقيات تغطي كافة المرضى بنهج حديث جداً ومتطور، مشيرا إلى توجيهات خادم الحرمين الشريفين بأن يتم التعاقد مع الشركات الأم لتقديم أفضل طرق الغسيل الكلوي الدموي والبريتوني لجميع المواطنين. برامج الزراعة وعبر الوزير عن أسفه لأن فرص زراعة الأعضاء في المملكة قليلة ومحدودة، وتحتاج لتضافر وسائل الإعلام لنشر ثقافة التبرع. وقال إننا ننسق مع جميع الأطراف في هذا الشأن، إضافة إلى التوسع في برامج الزراعة. وكشف وزير الصحة عن توجه السعوديين للزراعة في أماكن غير موثوقة وآمنة خارج المملكة، مشيراً إلى أن البرنامج لا يقتصر على الغسيل، إنما يتضمن تدريب الكوادر وتأهيلهم. وكشف أن البرنامج يخلق فرصة عمل للسعوديين تمثل 30% من القائمين على المشروع. وكان الربيعة قد وقع صباح أمس في مكتبه بالوزارة الجزء الثاني والأخير من عقد مشروع تأمين الغسيل الكلوي بنوعيه الدموي والبريتوني للمرضى الكبار والصغار الذين يتلقون الرعاية الصحية بمراكز ووحدات الغسيل الكلوي بوزارة الصحة كعلاج تعويضي للمرضى المصابين بالفشل الكلوي المزمن، بخدمة علاجية عالية الجودة، وذلك مع شركة "دافيتا هيلث كير" الأميركية. ويأتي هذا التوقيع إنفاذاً لتوجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، وبناء على موافقته الكريمة على تأمين وتطوير خدمات الغسيل الكلوي وفقاً لأحدث المعايير العالمية التي تطبقها وزارة الصحة. خدمات عالية الجودة وثمن وزير الصحة دعم خادم الحرمين الشريفين واهتمامه المتواصل بالخدمات الصحية ودعوة الشركات العالمية الأم لتقديم خدمات صحية عالية الجودة للمواطنين في كل مناطق ومحافظات المملكة. وقال في تصريح صحفي عقب توقيع العقد إنه تم دعوة ست شركات عالمية من ثلاث دول هي أميركا وألمانيا والسويد، موضحا أن هذا العقد يأتي امتداداً للعقد الذي سبق توقيعه مع شركة "ديا فيرم" الألمانية، ويعتبر الجزء الثاني، وتبلغ تكلفته 979 مليونا و91 ألف ريال. وبين الربيعة أنه تمت دعوة عدة شركات أجنبية، والترسية بمبلغ إجمالي قدره مليار و958 مليونا و183 ألف ريال، وسيتم تنفيذ المشروع على ثلاث مراحل خلال خمس سنوات ميلادية. وأشار إلى أن مقدم الخدمة سيقوم بإنشاء واستئجار مراكز للغسيل الكلوي موزعة على المناطق والمحافظات، وتوفير جميع الأدوات اللازمة من تأثيث وتجهيز وتزويدها بالمعدات والمستهلكات والطاقم الطبي المتكامل، وفقا للمعايير والجودة الفائقة لتقديم أفضل طرق العلاج الفعاله والمتميزة. ندرة المتخصصين من جانبه، كشف وكيل وزارة الصحة المساعد لشؤون المستشفيات الدكتور عقيل الغامدي ل"الوطن" أن الوزارة تواجه 7 مشكلات في تقديم خدمات الغسيل الكلوي، تتمثل في عدم توفر أماكن للغسيل الكلوي الدموي للمرضى الجدد في بعض مراكز الكلى بالمملكة، رغم زيادة فترات الخدمة العلاجية حتى ساعات متأخرة من الليل، ووجود بعض المرضى على قوائم الانتظار نظراً للزيادة السنوية في عدد المرضى، إضافة إلى زيادة تكلفة إنشاء وتطوير وإحلال مراكز الكلى، وطول الفترة الزمنية لإنشاء وتجهيز هذه المراكز، وكذلك الحاجة المستمرة لإيجاد مساحات كافية وإنشاء مبان مناسبة لتقديم تلك الخدمة العلاجية، وتنامي تكلفة تأمين الأدوية واللوازم والمستهلكات المطابقة للمواصفات العالية (زيادة أسعار الأدوية الخاصة بمرضى الفشل الكلوي المزمن وظهور أدوية جديدة بشكل متسارع، والتكلفة العالية والصعوبة في تأمين المستودعات الطبية بأعداد ومساحات كافية لاستيعاب المستهلكات واللوازم والمحاليل والأدوية داخل المراكز القائمة)، وكذلك العجز بوظائف الأطباء المتخصصين في أمراض الكلى؛ حيث يبلغ العجز بوظائف الاستشاريين 74 استشاريا، والعجز بوظائف الأخصائيين 154 أخصائيا، والعجز بوظائف المقيمين 183 مقيما، إضافة إلى ندرة المتخصصين في جراحة الأوعية الدموية لإجراء الوصلات الوعائية للغسيل الدموي. نسب أعلى وأوضح الغامدي أن المزايا التي ستحصل عليها الوزارة من مشروع شراء خدمات الغسيل الكلوي من الشركات العالمية، تتمثل في توفير الغسيل أثناء العطلات للمرضى في مناطق المملكة المختلفة وكذلك في أوروبا وأميركا، إذا كانت هناك فروع لدى نفس الشركة في هذه البلدان، إضافة إلى توفير نسب أعلى من احتياج المرضى للغسيل البريتوني وما يمثله هذا العلاج الحيوي من مزايا مثل حرية التنقل والعمل ومتابعة الدراسة، إضافة إلى جودة الرعاية العلاجية، وكذلك توظيف 30% من الكوادر السعودية بهذا المشروع في 167 مركزا للغسيل الكلوي، وإنشاء 74 مركزا بواسطة الشركات الأجنبية يمثل ضخ استثمارات أجنبية تقدر بالمليارات.