أكدت مصادر مطلعة أن أكثر من 120 من المدنيين الذين كانت الأممالمتحدة تشرف على خروجهم من مدينة حمص المحاصرة، بموجب اتفاق أشرفت عليه المنظمة الدولية، قد اختطفوا بواسطة قوات النظام قبيل خروجهم من المدينة. وقال الممثل الرسمي لمدنيي حمص الشيخ أبو الحارث الخالدي إنه يحمِّل رئيس بعثة فريق الأممالمتحدة الموجود في حمص يعقوب الحلو المسؤولية الكاملة عن سلامة المفقودين. وأوضحت المصادر أن 300 شخص فقط من أصل 420 وصلوا إلى حي الوعر قادمين من المناطق المحاصرة، مشيرة إلى أن النظام السوري يتحفظ على 120 آخرين، وأن مصيرهم لا يزال مجهولاً. حيث كان معظم من أكملوا عملية الخروج من النساء والأطفال، وأضافت أن النظام لم يسمح سوى بخروج عدد قليل جداً من المرضى وكبار السن. وكانت قوات النظام قد قصفت المدنيين خلال عملية خروجهم بالقذائف، وهو ما أكدته مصادر مطلعة اتهمت دمشق بخرق الهدنة، نافية مزاعم النظام بأن المعارضة هي التي قامت بالقصف، مما تسبب في مقتل 7 أشخاص وإصابة آخرين. ولم تكتف قوات النظام بذلك، بل استهدفت أيضاً سيارات الهلال الأحمر والأممالمتحدة للمرة الثانية خلال يومين. إلى ذلك، مددت الأممالمتحدة مهلة إخراج المدنيين من أحياء حمص القديمة المحاصرة لمدة 3 أيام إضافية اعتباراً من الأمس. وقال الخالدي إن سبب تمديد مهلة إجلاء المدنيين يعود إلى العراقيل التي وضعها النظام السوري لتعطيل المهلة المتفق عليها سابقاً، وهي 4 أيام. وكانت الأممالمتحدة واصلت إجلاء مئات من المدنيين السوريين المحاصرين منذ يونيو 2012 في أحياء حمص القديمة التي يسيطر عليها مقاتلو المعارضة، وذلك رغم أعمال العنف التي كادت تعطل هذه العملية الإنسانية الأولى من نوعها في حمص، قبيل بدء جولة التفاوض الثانية في جنيف بين ممثلي النظام السوري والمعارضة. وبعد مجموعة أولى من 83 مدنيا تم إجلاؤهم الجمعة الماضية، خرج أول من أمس 611 مدنياً آخرين، وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان في بيان "هذا الرقم يشمل 210 نساء و180 طفلا و91 رجلا فوق 55 عاما و130 شابا سلموا أنفسهم للسلطات السورية بإشراف الأممالمتحدة، على أن يتم قريبا الإفراج عنهم.