عقد رئيس الوزراء المصري الدكتور حازم الببلاوي جلسة مباحثات ثنائية أمس مع نظيره الليبي على زيدان الذي قام بزيارة خاطفة إلى القاهرة، لبحث العلاقات بين البلدين والمشكلات التي طرأت مؤخراً على هذه العلاقات. وتم خلال اللقاء بحث القيود المتبادلة على حركة الانتقال عبر الحدود لمواطني البلدين، وقضية أعضاء السفارة المصرية في ليبيا الذين تم سحبهم بعد خطف بعضهم قبل الإفراج عنهم وعودتهم إلى مصر مؤخراً، وكذلك بحث تأمين الحدود المشتركة ومنع تهريب السلاح عبر الحدود. وأكدت مصر أن قرار سحب البعثة الدبلوماسية المصرية من ليبيا ليس إجراءً سياسياً، ولكنه إجراء احترازي مرتبط بأمن وأرواح أعضاء البعثة في طرابلس وبنغازي. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية السفير بدر عبدالعاطي "العلاقات قائمة على المستوى الرسمي، وسيعود أفراد البعثة إلى ليبيا عندما تتحسن الظروف بما يضمن أمنهم وسلامتهم"، مضيفاً أن الأسباب الأمنية هي السبب الوحيد لاتخاذ هذا الإجراء المؤقت والاحترازي، وحالما يتم توفير قدر أكبر من الإجراءات الأمنية ستعود البعثة لممارسة مهام عملها، ولكن ليس قبل التأكد من الإجراءات الأمنية، وتتم دراسة هذا الأمر حالياً". من جهة أخرى، أشار عبدالعاطي إلى استمرار الجهود لحل أزمة سد النهضة الإثيوبي، وقال "مصر وجهت الدعوة إلى وزير خارجية إثيوبيا تاضروس أدهانوم لزيارتها خلال الأسابيع القادمة وننتظر تحديد الموعد لإتمام الزيارة، خاصة أن مسار التفاوض الفني بين وزراء الري المصري والإثيوبي والسوداني لم ينته، وعلى الرغم من أنه ما زالت هناك صعوبات تواجه هذا المسار، إلا أنه لا يمكننا القول بأننا وصلنا إلى طريق مسدود، ولكن هناك عقبات كبيرة في المسار الفني ونحن نبحث بدائل ومسارات أخرى قد يتم التحرك فيها بشكلٍ متواز، ومن المهم أن نؤكد أن مصر لا يمكنها قبول أي مساومة على أي قطرة من المياه، كما نؤكد أن أي حقوق مائية تاريخية لمصر ليست محل مساومة أو تفاوض، ومنهج مصر هو أننا مازلنا مع الحوار والتعاون بشرط عدم الإضرار بمصالحنا". كما أشار عبدالعاطي إلى رفض مصر لقرار مجلس السلم والأمن الأفريقي بتجميد عضويتها، وقال "نحن نتفاعل ونتواصل معهم، ورغم ذلك فإن الاتحاد الأفريقي مدعو للمشاركة في متابعة استحقاقي الانتخابات الرئاسية والبرلمانية القادمين". في سياقٍ أمني، أكدت السلطات المختصة مقتل 5 من عناصر الجماعات التكفيرية بسيناء في قصف جوي لقوات الجيش على 4 بؤر للعناصر الإرهابية بمناطق "أبو ملحوس، والجورة، والزوراعة" جنوب الشيخ زويد، مشيرة إلى تورط تلك العناصر في الهجوم على قوات الأمن وأقسام الشرطة وتفجير خط الغاز في العريش بعد تحديدها من قبل أجهزة المخابرات. فيما لقي ضابط بالقوات المسلحة، يدعى محمد جميل، مصرعه إثر تعرض سيارته لإطلاق نيران كثيف من قبل عناصر إرهابية، بالقرب من منطقة الماليز القريبة من القنطرة شرقا بالإسماعيلية. كما لقي شخص مصرعه وتم القبض على 3 آخرين كانوا برفقته داخل إحدى السيارات بعد قيامهم باختراق أحد الكمائن الأمنية بمحيط مقر شرطة نجدة 6 أكتوبر بمحافظة الجيزة. إلى ذلك، تعقد محكمة جنايات شبرا الخيمة بمقر معهد أمناء الشرطة اليوم أولى جلسات محاكمة 48 متهماً من قيادات جماعة الإخوان، من بينهم المرشد محمد بديع والدكتور محمد البلتاجي، في أحداث قطع الطريق الزراعي بقليوب خلال شهر يوليو الماضي والتي راح ضحيتها شخصان وأصيب 30 آخرون خلال مقاومة المتهمين لقوات الشرطة وإطلاق الأعيرة النارية صوب المواطنين لإرهابهم. .. وانفجار عبوتين ناسفتين بالقاهرة القاهرة: أ ف ب أصيب شرطي بجروح أمس إثر انفجار عبوتين ناسفتين على طريق رئيسي بالقاهرة، في تواصل لمسلسل الهجمات التي تستهدف أفراد الأمن في مصر، فيما أطلق الأمن الغاز المسيل للدموع على تظاهرات مؤيدة للرئيس المعزول محمد مرسي في الإسكندرية. وقال بيان لوزارة الداخلية المصرية إن الشرطي أصيب بجروح في يده عندما انفجرت "عبوتان ناسفتان بدائيتان" على محور 26 يوليو غرب العاصمة القاهرة. وتزامن هذا الهجوم مع دعوة جماعة الإخوان المسلمين أمس إلى التظاهر تحت شعار "الصمود.. وفاء للشهداء". وفي مدينة الإسكندرية، أطلق الأمن الغاز المسيل للدموع لتفريق تظاهرة مؤيدة لمرسي بعد أن اشتبك المتظاهرون مع معارضين للإسلاميين، حسبما أفاد مصدر أمني. وكان مصدر أمني قد أعلن وفاة شخص مساء أول من أمس بالرصاص في مواجهات في الإسكندرية بين أنصار الإخوان ومعارضيهم. مما دعا قوات الأمن للتدخل لتفريق الجانبين. وقالت وكالة أنباء الشرق الأوسط الرسمية إن مسيرات وتظاهرات مماثلة خرجت في محافظات القاهرة والشرقية والفيوم. ويأتي الهجوم الأخير بعد سلسلة هجمات استهدفت أفراد الأمن والشرطة في مصر مؤخراً. وشهدت القاهرة هجمات عدة بعبوات ناسفة وبالرصاص، استهدفت رجال الأمن منذ الأسبوع الماضي، مخلفة 14 قتيلا في صفوف الأمن. والجمعة الماضية، قبل يوم من الذكرى الثالثة لثورة "25 يناير" الشعبية التي أطاحت بالرئيس المصري الأسبق حسني مبارك، ضربت سيارة مفخخة مديرية أمن القاهرة، في واحد من 4 تفجيرات ضربت القاهرة في ذلك اليوم، وأسفرت عن مقتل 6 من رجال الشرطة. وقبل ذلك بثلاثة أيام اغتيل مدير المكتب الفني بوزارة الداخلية اللواء محمد سعيد إثر إطلاق النار عليه من مسلحين على دراجة بخارية أثناء خروجه من منزله. في سياق متصل، حذرت السلطات المصرية من أنها ستعتقل أي شخص يحض على العنف، وخصوصاً ضد قوات الأمن عبر شبكات التواصل الاجتماعي، مؤكدة أنها اعتقلت أول من أمس 10 أشخاص. وأضافت الوزارة في بيان، أن السلطات المعنية داخل الوزارة ستستخدم الوسائل التكنولوجية لملاحقة من يحضون على العنف ضد قوات الأمن أو مواطنين أو من يشرحون عبر الإنترنت كيفية صنع متفجرات.