لم تكد تمضي 24 ساعة على جملة العقوبات التي أوقعتها مديرية الشؤون الصحية في منطقة جازان بحق عدد من القيادات؛ على خلفية ما بات يعرف بقضية "الحليب الفاسد"؛ حتى تكشفت ل"الوطن" وقائع قضية جديدة تفيد بصرف مستشفى "صبيا" حقنا منتهية الصلاحية منذ 10 أشهر، لإحدى المريضات. وفيما أوضحت صحة جازان على لسان متحدثها الإعلامي محمد الصميلي، انتظارها وصول أي شكوى رسمية بهذا الخصوص، وأنها لن تتهاون مع المقصر، روى خالد العطار شقيق المريضة المعنية بالقضية، تفاصيل ما تعرضت له شقيقته في مستشفى صبيا العام، وقال إن القضية تعود إلى تاريخ 27 صفر الماضي، حينما راجع بشقيقته المستشفى نتيجة إصابتها بمرض جلدي، لافتا إلى أنه بعد الكشف عليها صُرفت لها حقنتان منتهيتا الصلاحية، وتم حقنها بواحدة في بداية الأمر. وأضاف "أصيبت شقيقتي بعد عودتها إلى البيت باحمرار في جسدها، وبعد أسبوع ذهبت بها للمركز الصحي لحقنها بالحقنة الثانية، وعندما عاينت الممرضة الحقنة أخبرتنا بأنها منتهية الصلاحية، وبالفعل تبين لي من تاريخ الإنتاج المدون عليها أنها منتهية الصلاحية".
بعد 24 ساعة من إصدار مدير عام الشؤون الصحية بمنطقة جازان الدكتور مبارك عسيري، قرارات إعفاء وتكليف وحسم بمستشفى جازان العام بعد صرفه حليبا فاسدا لمريض في السبعين من عمره يعاني من آثار جلطة، صرف مستشفى صبيا العام لمريضة حقنتين انتهت صلاحيتهما منذ 10 أشهر وفقا لتاريخ الصلاحية المسجل عليهما، والذي يشير إلى انتهاء الصلاحية في مارس 2013. وأوضح خالد العطار شقيق المريضة التي صرفت لها الحقنة في تصريح إلى "الوطن"، أن شقيقته راجعت مستشفى صبيا العام في 27 صفر الماضي لإصابتها بمرض جلدي وبعد الكشف عليها صرف لها المستشفى حقنتين منتهية صلاحيتهما. وأضاف أن ممرضة بالمستشفى قامت بحقنها ولم نعلم حينها بانتهاء الصلاحية. وأشار إلى أن شقيقته وبعد عودتها للبيت أصيب جسدها باحمرار، وبعد أسبوع ذهبت بها للمركز الصحي لحقنها بالحقنة الثانية وعندما عاينت الممرضة الحقنة أخبرتنا بأنها منتهية الصلاحية، وبالفعل تبين لي من تاريخ الإنتاج المدون عليها أنها منتهية الصلاحية، ورجعنا إلى المستشفى لتغيير الحقنة لانتهائها ومطالبتهم بالتأكد من صلاحية الحقن. وطالب العطار المسؤولين بمحاسبة المقصرين والمستهترين بأرواح الناس، الذين لا يبالون بصحة المرضى والحمد لله أن شقيقتي لم تتأثر كثيرا ونخشى أن يكون قد صرف لمرضى آخرين مثل هذه الحقن المنتهية الصلاحية. وتساءل شقيق المريضة عن دور صحة جازان ومدى رقابتها على المستشفيات، مطالبا بتكثيف الرقابة وبتشكيل لجان لمتابعة الأدوية والحقن والحليب المقدم للمرضى حتى لا يحدث أي مكروه لا سمح الله بسبب مثل ذلك الإهمال. من جانبه، أوضح المتحدث الإعلامي لصحة جازان محمد الصميلي، أنه لم تردهم أي شكوى رسمية بهذا الخصوص، مضيفا أن أبواب الصحة مفتوحة لتلقي الشكاوى والملاحظات ولن تتهاون أو تغفل عن أي تقصير يؤثر على صحة المريض، مطالبا بالتعاون وعدم الترويج للشائعات المغرضة التي تهدف إلى تشويه الخدمات وفقد الثقة والتواصل للحصول على المعلومة الصحيحة بكل شفافية. وكان مواطن قد كشف قبل أيام عن واقعة مماثلة أشار فيها ل"الوطن" إلى صرف مستشفى جازان العام حليبا منتهي الصلاحية لعمه الذي يعاني من جلطة دماغية. وقال المواطن: "إن الطبيب المشرف على حالة عمه السبعيني صرف له كمية كبيرة من علب الحليب الفاسد، التي مضى على انتهاء صلاحيتها تسعة أشهر"، مضيفا أنه عندما بدأ في تقديم الحليب لعمه عن طريق أنبوب التغذية في المنزل لاحظ رائحة كريهة تنبعث منه. وفي رد فعل سريع للواقعة أصدر مدير عام الشؤون الصحية بمنطقة جازان الدكتور مبارك العسيري، عددا من القرارات الإدارية بعد الانتهاء من التحقيق في الواقعة، تضمنت إعفاء مدير إدارة الطب المنزلي بصحة جازان من منصبه. وإعفاء الفرق الطبية بإدارة الطب المنزلي بمستشفى جازان وإعادة هيكلة الفرق واختيار كوادر جديدة ممن لهم الخبرة والكفاءة والقدرة على الرقي بتقديم الخدمة للمرضى. كما تضمنت القرارات إعفاء مدير إدارة المخزون بمستشفى جازان العام. والحسم على الطبيب المعالج ثلاثة أيام من راتبه وإعفاءه من العمل بإدارة الطب المنزلي. والحسم على فني الصيدلة بالتموين الطبي ثلاثة أيام من راتبه. وتوجيه لوم لكل من إدارة الطب المنزلي وإدارة المخزون بصحة جازان والإدارة الطبية والإدارة بمستشفى جازان العام للإهمال وعدم المتابعة، وتوجيه لفت نظر لإدارة المتابعة بالمستشفى وذلك للإهمال والتقصير في الرقابة والتفتيش.