استنكرت الأمانة العامة لرابطة العالم الإسلامي بشدة إعلان إحدى الكنائس في مدينة غاينسفيل بولاية فلوريدا الأمريكية عزمها على حرق القرآن الكريم في اليوم الحادي عشر من سبتمبر (2010) والدعوة لجعل هذا اليوم يوماً عالمياً لحرق القرآن. جاء ذلك في بيان أصدره الأمين العام للرابطة الدكتور عبدالله بن عبدالمحسن التركي حذر فيه من خطورة هذا الإعلان على العلاقات الإنسانية والتواصل والتعايش والتعاون بين الشعوب، ووصف التصريحات التي أدلى بها راعي الكنيسة القس تيري جونز ومنها قوله: "الإسلام من الشيطان" بأنها تصريحات حاقدة متطرفة ووقحة، تدعو إلى إثارة الأحقاد، وتحرض على الكراهية والبغضاء، وهي من الأمور التي حرمت رسالات الله سبحانه وتعالى إشاعتها بين الناس، ومنعتها القوانين الدولية الصادرة عن الأممالمتحدة. وأعرب عن الاستياء الشديد لمسلمي العالم وللمراكز والمؤسسات الإسلامية من الحملات التي يشنها القس المذكور على الإسلام والمسلمين، ودفعه أتباعه للتظاهر أمام المساجد، وترديد عبارات تفتري على الإسلام وتسيء إليه وإلى المسلمين، وتستفز مشاعرهم وتثير الكراهية والتمييز ضدهم. وبين أن ما صدر عن هذا القس من تصريحات تبدو شاذة في المجتمع الأمريكي، ولاسيما أن القيادات السياسية والدينية والثقافية في الولاياتالمتحدة تشارك المسلمين في مؤتمرات الحوار وندواته، وأن الرئيس باراك أوباما أكد في مرات عديدة امتداحه للمبادئ السامية في الإسلام، وترحيبه بالحوار والتعاون مع العالم الإسلامي، وتأكيده على أن الإسلام لا علاقة له بالإرهاب والإرهابيين، وتأييده القوي في تصريح له يوم 13/ 8/ 2010 لمشروع بناء مسجد ومركز إسلامي قرب موقع مركز التجارة العالمي في نيويورك، الذي دمر في هجمات الحادي عشر من سبتمبر 2001. وقال التركي "إن وفود رابطة العالم الإسلامي التقت مع العديد من القيادات الدينية التي تمثل الكنائس المختلفة في الولاياتالمتحدةالأمريكية وعقدت معها ندوات للحوار، ولمست تفهم العديد منها لسماحة الإسلام مؤكداً أن القس تيري جونز، يسير في الاتجاه المعاكس. ودعا الأمين العام للرابطة المنظمات والمراكز والجمعيات الإسلامية في الولاياتالمتحدة وفي مقدمتها مجلس العلاقات الأمريكية الإسلامية (كير) لمواجهة حملات القس المذكور من خلال القوانين الأمريكية، والسعي لمنعه وأتباعه من حرق القرآن الكريم الذي يثير غضب المسلمين في أنحاء العالم. وقال "إن الله سبحانه وتعالى كفل حفظ كتابه الكريم وإن الحملة عليه أو إحراقه هو من عمل أعداء الرسالات الإلهية وخاتمتها رسالة الإسلام، التي بعث بها نبينا محمد صلوات الله وسلامه عليه رحمة للعالمين، "وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين" وأكد أن الحملة على القرآن الكريم والافتراء عليه وتدنيسه لن تعود على مرتكبيها إلا بالخزي "يريدون أن يطفئوا نور الله بأفواههم ويأبى الله إلا أن يتم نوره ولو كره الكافرون". وطالب حكومات الدول الإسلامية ومنظمة المؤتمر الإسلامي، ببذل مساعي عاجلة لدى الجهات المختصة في الولاياتالمتحدة لمنع القس من إحراق نسخ القرآن الكريم وتدنيسه وامتهانه، وكفه عن التصريحات المتطرفة التي يسيء بها للإسلام الذي يدين به مليار ونصف المليار من أبناء البشرية، ويسيء بها إلى العلاقات الإنسانية وإلى التعاون البشري والتعايش والسلام بين الناس.