استنكر الرئيس اللبناني ميشال سليمان أمس تطاول الأمين العام ل"حزب الله" حسن نصرالله على المملكة، والاتهامات الباطلة التي كالها للرياض بزعم تورطها في تفجير السفارة الإيرانية ببيروت الشهر الماضي. وشدد سليمان في افتتاح مؤتمر "الحوار.. الحقيقة والديموقراطية" على أنه لا يجوز إفساد العلاقات التاريخية مع السعودية من خلال توجيه التهم إليها جزافا، مبينا أن تدخل الحزب بسورية لمناصرة فريق ضد آخر مدان". وكان الحزب الطائفي أعلن أمس عن اغتيال قائده الميداني في الحرب بسورية، حسان اللقيس، المقرب من نصرالله، بموقف للسيارات بمسكنه. وفيما بادر الحزب باتهام إسرائيل، تبنى لواء أحرار السنة في بعلبك العملية. وكشفت مصادر عن سعي "حزب الله" للتفاوض مع الجيش السوري الحر لإطلاق سراح أسرى سقطوا بمعارك الغوطة الشرقية والقلمون. رد رئيس الجمهورية اللبنانية ميشال سليمان، أمس، على تطاول الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله أول من أمس، على المملكة العربية السعودية، والاتهامات الباطلة التي ذكرها في سياق حديثه. وقال سليمان إنه "لا يجوز إفساد العلاقات التاريخية مع السعودية عن طريق توجيه التهم إليها جزافا". وأضاف أن تدخل الحزب في سورية لمناصرة فريق ضد آخر مدان. وتابع في كلمة ألقاها في افتتاح مؤتمر "الحوار.. الحقيقة والديموقراطية" "الكيان اللبناني يقوم بالأساس على فلسفة الحوار والعيش المشترك، ولدينا طموح في أن يصبح لبنان مركزا لحوار الحضارات". من جهة أخرى، خسر الحزب الطائفي قائدا ميدانيا في الحرب في سورية، هو حسان هولو اللقيس، الذي يعدّ أحد أقرب الأشخاص للأمين العام للحزب. وأفادت مصادر أمنية أن اللقيس اغتيل في موقف للسيارات داخل المجمع السكني الذي يقطنه في محلة السان تيريز،إذ أطلق 3 مجهولين النار باتجاهه من أسلحة مزودة بكاتم للصوت من مسافة قريبة جدا، أثناء وجوده داخل سيارته، مما أدى إلى إصابته بخمس رصاصات في الرأس والعنق. وقد نقل اللقيس بعد إطلاق النار عليه وهو في حال حرجة جدا إلى مستشفى الرسول الأعظم في الضاحية الجنوبية لبيروت، إلا أنه فارق الحياة. وفور وقوع الحادث، بادر حزب الله في بيان صباح أمس، إلى اتهام إسرائيل بالوقوف خلف العملية، وقال البيان "الاتهام المباشر يتجه إلى العدو الإسرائيلي حكما؛ لأنه حاول أن ينال من اللقيس مرات عدة وفي أكثر من منطقة، وفشلت محاولاته تلك إلى أن كانت عملية الاغتيال الغادرة ليل أمس، وعلى هذا العدو أن يتحمل كامل المسؤولية وجميع تبعات هذه الجريمة النكراء، وهذا الاستهداف المتكرر لقادة المقاومة وكوادرها". إلا أن الخارجية الإسرائيلية نفت في بيان اتهامات "حزب الله" لها وأكدت أن لا دور لها في اغتيال القتيل الذي نجا من محاولات اغتيال سابقة من قبل إسرائيل حسبما قالته القناة الإسرائيلية الثانية. وقد شيع حزب الله في بعلبك بعد ظهر أمس القتيل، وسط تدابير مشددة. وفي تغريدة على "تويتر" أعلنت مجموعة تطلق على نفسها اسم "لواء أحرار السنة في بعلبك" مسؤوليتها عن العملية، التي قالت إنها "نفذت من قبل أسود سنية حرة من لبنان". وأضافت "إن النصر لقريب وهذا ليس سوى أول الغيث". وبدوره، علق عضو الأمانة العامة لقوى "14 آذار" إلياس الزغبي على الحادث بقوله "لم يكد الأمين العام للحزب حسن نصر الله يُنهي حديثه التلفزيوني، حتى اغتيل أبرز المقربين إليه، فمكان اغتيال اللقيس وزمانه عبرتان بليغتان لنصر الله نفسه. فهل يعتبر؟". إلى ذلك، أكدت مصادر مطلعة أن "حزب الله" يسعى عبر وسطاء إلى إجراء مفاوضات مع الجيش السوري الحر؛ من أجل إطلاق سراح عدد من المعتقلين الذين سقطوا أسرى في أيدي المعارضة السورية خلال المعارك الأخيرة في منطقة الغوطة الشرقية والقلمون، إلا أن هذه المحاولات لم تسفر عن نتائج إيجابية حتى الآن. وكان الجيش الحر أعلن عن اعتقال 40 عنصرا من كوادر الحزب الطائفي، في حين أن مصادر الحزب تحدثت عن وجود 11 عنصرا فقط.