عبدالمحسن عبدالعزيز الدحيلان كان حلما فخاطرا فاحتمالا، ثم أضحى حقيقة لا خيالا، كان حلما يراود ذلك الفتى الأسمر الذي لم يتجاوز التسعة عشر ربيعا، منذ أن خرج من الرياض مع والده الإمام عبدالرحمن بن فيصل آل سعود رحمه الله متجولا بين الإحساء والبحرين، إلى أن استقر به الحال في الكويت. ومنذ وصوله إلى مقر إقامته وهو يحلم بالعود المظفر، متحفزا له في كل لحظة تمر به، إلى أن أعد العدة وشد الحزم وعقد النية، حيث إن هذا هو المصير الذي لا محالة منه، فإما النصر والظفر واسترداد ما اغتصب من أسلافه أو الموت دونه. ولم يخيب الله أمله، فقد كانت حكمته – رحمه الله – وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون. وقد شهدت هذه الفترة الكثير من المعارك الضارية وهي: معركة دخول الرياض، معركة دخول عنيزة، معركة البكيرية، معركة الشناتة، موقعة روضة مهنا، موقعة الطرفية، موقعة دخول بريدة، موقعة هدية، وهي من أشد المواقع التي خاضها الملك عبدالعزيز. كان العثمانيون باسطين سلطتهم على الإحساء، وقد ظل الملك عبدالعزيز يفكر جديا في ضم منطقة الإحساء، الإقليم الشرقي للجزيرة العربية، منذ عام 1324ه بعد أن تمكن من بسط سلطته على إقليم نجد بالكامل، وقد قام بالترتيب مع أنصاره داخل مدينة الهفوف، عاصمة الإقليم ومقر الحامية التركية آنذاك، الذين أمدوه بكامل المعلومات عن مواقع الأتراك وقوتهم وتحركاتهم وهيؤوا له كافة الوسائل لدخولها وقد تم ذلك في سنة 1331. وبعدها أرسل سرية بقيادة أحد رجاله إلى مدينة القطيف فدخلوها دون عناء فدانت كامل المنطقة لحكم الملك عبدالعزيز، وبعدها قام بطرد الأتراك من الإحساء وانتزاع اعتراف بريطاني باستقلال نجد وسلامة أراضيها. بعد ذلك تعددت المسميات للسلطة الموحدة، فقد بدأت بسلطان نجد وملحقاتها سنة 1339ه، وبعد مبايعة أهل الحجاز تم إطلاق اسم ملك الحجاز وسلطان نجد وملحقاتها سنة 1344ه، وبعد مبايعة أهل نجد للملك عبدالعزيز سنة 1351 ه تم إطلاق اسم ملك الحجاز ونجد وملحقاتها، وبعده أصبح من الضروري توحيد البلاد رسميا تحت اسم واحد، وفى السابع عشر من شهر جمادى الأولى سنة 1351ه صدر المرسوم الملكي بتوحيدها تحت اسم (المملكة العربية السعودية). وقد كان الملك عبدالعزيز – رحمه الله - على صلة جيدة مع كثير من القادة العالميين، حتى اعتبر من أشهر القادة السياسيين في العالم، وبذلك وجب أن يطلق عليه معجزة القرن العشرين التي ولدت فوق الرمال.