نجح فريق طبي سعودي بمستشفى الملك عبدالعزيز الجامعي بالرياض أخيراً في تسجيل سبق طبي هو الأول من نوعه على مستوى العالم، حيث تمكن الفريق الجراحي من استئصال ورم بالكامل بقاع الجمجمة بحجم (13× 5 سم) من جهة العنق دون اللجوء إلى فتح الفك السفلي لمريضة في العقد الرابع من عمرها. وأعتبر الفريق العملية الأولى من نوعها عالميا بعد استطلاع الأبحاث العلمية المنشورة في مثل هذه النوعية من الجراحات الطبية الدقيقة والمعقدة. وقال المساعد بكلية الطب بجامعة الملك سعود استشاري ورئيس وحدة جراحة الرأس والعنق وقاع الجمجمة رئيس الفريق الطبي الدكتور خالد بن حسين القحطاني إن المريضة كانت تعاني من ألم وتورم تحت الفك السفلي الأيمن وبعد إخضاعها إلى الفحوصات الطبية تبين أن لديها ورماً في الفص العميق للغدة النكافية، ممتدا إلى قاع الجمجمة وضاغطا على الشريان السباتي، الأمر الذي جعل استئصال الورم خيارا أفضل. وبين الاستشاري القحطاني أن الفريق الطبي عمد إلى استئصال الورم عن طريق العنق في حيز جار البلعوم الأيمن، مفضلاً الابتعاد عن فتح الفك السفلي مع الشفة السفلية، مما جعل من هذا الخيار الطبي الأفضل والأول من نوعه في هذه الحالات الطبية الحرجة، حيث اعتمد الفريق الجراحي وبخلاف الطريقة التقليدية التي تعتمد على فتح الفك السفلي عند زيادة حجم الورم عن 5 سم، طريقة جديدة استبعدت تماماً خيار فتح الفك السفلي، وهو ما جعل من هذه الجراحة إنجازا وسبقا طبيا عالميا. وحول صعوبات جراحة أورام العنق، أفاد القحطاني أنها تعد من أضيق المناطق في الجسم وأكثرها ازدحاما بالأعضاء وذلك لما تحتويه من أوعية دموية وأعصاب رئيسية وغدد، إضافة إلى مجرى الهواء والطعام. وزاد القحطاني: "الأورام في قاع الجمجمة التي تزيد عن 5 سم لا يسهل الوصول إليها من خارج العنق مباشرة وهذا معترف به عالميا إلا بفتح الفك السفلي وشق الشفة واستئصال الورم عن طريق الفم، وما يتبعه من أنبوب تنفس بالرقبة وأنبوب تغذية عن طريق الأنف، وما يصاحبه من آلام وتشوهات بعد العملية إضافة إلى طول فترة نقاهة المريض والممتدة إلى عشرة أيام. وذكر القحطاني، أن العملية استمرت تسع ساعات، في حين بقيت المريضة ليلة واحدة فقط تحت الملاحظة، مؤكداً أنه لم يوضع لها أنبوب تنفس بالرقبة أو أنبوب تغذية حيث انتقلت بعدها من العناية المركزة إلى جناح التنويم في اليوم الأول بعد العملية، وبدأت بالأكل والشرب وتمكنت من الخروج من المستشفى بعد أربعة أيام من إجراء العملية. ووصف القحطاني نجاح هذه العملية بالإنجاز الطبي الذي يسجل للمملكة كونها الأولى عالميا فيما توصلت إليه الأبحاث ومن العمليات المعقدة وتحتاج إلى فريق طبي متخصص، وأوصى بأخذ الاحتياطات اللازمة عند إجراء هذا النوع من العمليات وإبلاغ المريض بالمضاعفات الواردة والمحتملة في العملية، إضافة إلى احتمالية فتح الفك السفلي إن استدعى الأمر.