أكدت هيئة حقوق الإنسان على الالتزام بضوابط قبول الشكاوى المقدمة لها، التي من أهمها استنفاد السبل النظامية من الجهات المختصة، وأن يكون المتقدم قد تظلم لدى جهات الاختصاص، وأن لا تكون القضية قد انتهت بحكم قطعي من قبل الجهات القضائية، وأن لا تكون الشكاوى كيدية، أو مخالفة للأنظمة القانونية. وأشارت إلى أن أكثر القضايا التي وصلت للهيئة تتعلق بقضايا العنف الأسري، وإثبات الهوية، والحضانة، والطلاق. جاء ذلك خلال فعاليات تثقيفية تعريفية نظمها الفرع النسوي بهيئة حقوق الإنسان بمنطقة مكةالمكرمة، مطلع الأسبوع الجاري تضمنت عددا من المحاضرات التثقيفية التوعوية، حول التعريف بهيئة حقوق الإنسان, وحقوق المرأة والطفل، وذلك بالتعاون مع عدد من مراكز الأحياء بجدة، في كل من حي الشاطئ وحي النسيم وحي الأمير فواز، فيما رصد فريق الهيئة ملاحظات وآراء الحضور من السيدات والفتيات، خلال الفعاليات. وأوضحت مسؤولة العلاقات العامة بالفرع النسوي بمنطقة مكةالمكرمة، سارة الدرعان، خلال ورقة عمل تعريفية قدمتها عن الهيئة، أن ثقافة حقوق الإنسان ليست ضمانة لصيانة الحقوق فحسب، بل وسيلة مهمة للارتقاء بالمجتمعات نحو ممارسة إنسانية راقية، مما يجعلها تنسجم مع مدلول تعريف الثقافة القائلة (إن الثقافة هي الارتقاء بالفكرة والسمو بالوجدان، وهذا ما يسهل مدلول هذا التعريف من منظور عملي إذ إن الارتقاء بالفكرة يعني معرفة هذه الحقوق وما ينظمها من قوانين وعلاقات. كما يعطي التعريف المسوغ لقبولها على أساس أنها حرمات، وبالتالي لا تكون لأجل تعزيز فرص النجاح عند تطبيقها والإقناع فحسب، بل ولمعرفة الالتزام الذي يسهم في بناء الضمير الحي لدى الإنسان من أجل رقابة داخلية تسهم في تقبل ما فرض عليه من واجبات. وأكدت الدرعان أن أهداف الهيئة محددة، بحماية حقوق الإنسان وتعزيزها وفقاً لمعايير حقوق الإنسان الدولية في جميع المجالات، ونشر التوعية بحقوق الإنسان والإسهام في تطبيقها في ضوء الشريعة الإسلامية. وأضافت أن الهيئة هي الجهة الحكومية المختصة بإبداء الرأي والمشورة فيما يتعلق بمسائل حقوق الإنسان، ودورها يعتمد على التأكيد على تنفيذ الجهات الحكومية المعنية للأنظمة واللوائح، ومتابعة الجهات الحكومية لتطبيق ما يخصها من الصكوك الدولية، والخاصة بحقوق الإنسان، بالإضافة إلى تلقي الشكاوى المتعلقة بحقوق الإنسان والتحقق من صحتها. وأضافت أن طرق تقديم الشكاوى للهيئة تتخذ قنوات محددة وهي المقابلة الشخصية، أو التقدم كتابيا، أو عن طريق الفاكس والبريد، أو الموقع الإلكتروني لهيئة حقوق الإنسان السعودية: www.hrc.gov.sa. وبينت منسقة وحدة المرأة في الهيئة الباحثة الاجتماعية تهاني عبدالهادي في ورقة عمل قدمتها، عن حقوق المرأة أن الإسلام حقق للمرأة من العدل والإنصاف ما لم تحققه لها الأنظمة الدينية والاجتماعية الأخرى. وتحدثت الباحثة القانونية نور الغامدي عن حقوق الطفل، ومواد ميثاق حقوق الطفل وقالت: إن ميثاق حقوق الطفل أكد على أن للطفل حقوقاً تربوية وثقافية، ومنها أن الموقف التربوي الذي يمر به الطفل يحسن أن تراعى فيه الوسائل التربوية المناسبة، كالحرص على الابتعاد عن التوبيخ واللوم، وذلك لأن الطفل بطبيعته يميل إلى المكابرة والعناد. وكذلك الابتعاد عن الإساءة للأطفال بكل أنواعها، وحيث إن أهم وسائل كسب الطفل وتعزيز تعاونه مع أسرته هي المعاملة الحانية، وهي حق من حقوقه الدولية، وأيضا حق الطفل في التعبير وهو ما ينمي شخصيته ويبني ثقته بنفسه، بحسب ميثاق حقوق الطفل في المادة 13. وتشير المادة ال17 من نفس الميثاق على حق الطفل في النفقة والحصول على مستوى معيشي ملائم. كما أن من حقوق الطفل الهوية والانتماء وحقه في نسب والديه، وصلاته العائلية والحصول على جنسية وطنية. وأكدت أن اتفاقية حقوق الطفل العالمية، حددت أن الاتفاقية لكل إنسان لم يتجاوز عمره 18 عاماً ما لم يبلغ الرشد بحسب القانون المطبق.