على بعد نحو 28 كلم شمال أبها، يقع مسجد طبب التاريخي، إذ تشير اللوحة التعريفية به إلى أنه أنشئ في عام 1230، وأعيد بناؤه وترميمه من قبل أسرة المتحمي في عام 1280. وأوضح المقدم عبدالوهاب بن سعود المتحمي ل"الوطن" أنه تم بناؤه بالوضع الحالي في عام 1221 في عهد الأمير عبدالوهاب بن عامر المتحمي، وشهد خلال الفترة الماضية أعمال صيانة وترميم، أولها من قبل سمو أمير منطقة عسير سابقا الأمير خالد الفيصل عام 1392، فصيانة أخرى من قبل سمو الأمير عبدالرحمن بن عبدالعزيز، نائب وزير الدفاع سابقاً عام 1405، وآخرها كانت على نفقة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، في عام 1419، حيث أعيد ترميم الجامع، وشهد أيضا إنشاء ملاحق تشمل سكنا للإمام، ومدرسة لتحفيظ القرآن الكريم ومواقع للوضوء، ودورات مياه ومواقف سيارات. وأضاف المتحمي: أن المسجد مبني من الحجارة، ويبلغ عرض الجدران الداخلية والخارجية حوالى متر، ومسقوف من الخشب الرصين، فيما يوجد به عدد من الأقواس الداخلية، وتحديدا في المناطق الواقعة بين الأعمدة، إذ تم استغلالها بشكل جيد، لإضفاء لمسة جمالية على أروقة المسجد من الداخل، وتؤدى فيه الفروض الخمسة وصلوات الجمعة والأعياد، والاستسقاء، إذ يجمع أهالي مركز طبب والقرى المجاورة، مؤكدا حرص أسرة المتحمي على الإبقاء على المحراب القديم بشكله شبه المثلث على رغم ضيقه، ووضع الإنارة الحالية في وسائل قديمة مثل الفانوس وغيره، وتم استخدام "الجص" المقارب لمادة الأسمنت، في أعمال طلي الجدران من الداخل. وأوضح المتحمي: أنه من الخارج تم بناء المسجد من الحجارة ذات اللون البني، الذي تتميز به طبيعة المنطقة، فيما تم طلاء الإطار الدائري له باللون الأبيض، وجرى بناء منارة المسجد من الحجر، وبشكل يضيق كلما تم الارتفاع إلى الأعلى، ومساحة المسجد الإجمالية حوالى 6300 متر مربع ويتكون من أربعة أروقة، وأربع بلاطات تفصل عن بعضها البعض عن طريق عقود مدببة الشكل أو دائرية تم تعديلها، وترتكز العقود على دعامات معظمها مستطيلة الشكل، ويقع المحراب في الواجهة الشمالية الغربية، والمنبر عبارة عن تجويف بجدار، يرتفع بمقدار درجة واحدة عن أرضية المسجد، وتم عمل تشكيل داخل المنبر لتجهيز مقعد للإمام يرتفع عن أرضية المسجد، ويعلو واجهات المسجد الأربع الشرفات التقليدية القديمة. وأشار المتحمي إلى أن المياه تأتي إلى المسجد سابقا من جهتين، ومن على بعد قرابة 2 كلم، بطريقة هندسية رائعة وجميلة من بئر الثغر، وذلك عطفا على كبره وكثرة مرتاديه، حيت لا تزال آثار مجرى الماء موجودة حتى اليوم. يذكر أن المسجد يحظى على الدوام بزيارات متتابعة من المهتمين بالتراث من داخل المملكة وخارجها.