يعمل الكثير من الأفراد على هدر الورق بخلفية معرفية ضحلة عما يترتب على ذلك من خطورة على البيئة بإهدار مصادر الورق، وهو النبات والشجر الطبيعي، حيث تمنح الأشجار والنبات الإنسان والبيئة أكثر من فائدة، مثل بث الأكسجين، وإيحائها بالحياة والجمال الطبيعي في المنزل، وسحب الأشعة الكهرومغناطيسية من المنزل. منسقة مشروع فعالية التشجير بالتدوير، وعضو مجلس إدارة حي النسيم، المشرفة التربوية (منال مدني)، أوضحت ل(الوطن) خلال فعاليات برنامج التشجير بالتدوير للاستفادة من النفايات، تحت شعار "معا لمستقبل بنفايات أقل"، أمس الأحد، في (رد سي مول) بجدة "أن هدر ورق أكثر يعني هدر شجر أكثر، وذلك لأن الورق مصنوع من ألياف الشجر، وأن استهلاك كميات كبيرة منه تعني حاجة الشركات إلى قطع كميات أكبر من الأشجار، أمَا إذا اهتم المجتمع بثقافة التقليص من استخدام الورق، وإعادة تدوير الورق، ووضعنا الورق في حاوياته المخصصة، فسيتم التخفيف من المشكلة البيئية مستقبلاً، فكلما دورنا طنا واحدا من الورق المستخدم، حافظنا على 17 شجرة من القطع، كما أن شجرة واحدة توفر أوكسجينا نقيا لثلاثة أشخاص، وهذا بالتالي يحافظ على الجو النقي، وخلال العام الماضي ساهم المشروع الذي أطلقته الجهات الأربع المشاركة في المشروع من المرصد الحضري وأمانة جدة وإدارة التعليم وجمعية مراكز الأحياء، في تدوير أكثر من 10 أطنان، ما يعني الحفاظ على 170 شجرة من القطع. وبينت مدني أن المشروع بدأ منذ سنتين بالتعاون مع الجهات المشاركة، وأطلقت الفعالية بهدف توعية الأسرة بأهمية إعادة التدوير في الحفاظ على البيئة والموارد، وتستهدف الأسرة والطفل، وتقدم بحسب الفئة العمرية. عبر محطات تتحدث عن محاور البرنامج، وتعمل على غرس معلومات عن النبات، وأن يصبح لدى المتلقي إيمانا وقيمة، تدفع بضميره لمتابعة الحفاظ على البيئة، تنقل زوار المعرض بين هذه المحطات، في برنامج تتخلله الأنشطة الترفيهية والفنية، وفي المحطة الأولى تتعرف الأسرة على حقوق النبات في الإسلام، ومن ثم مواد البيئة بشكل عام، والإشارة في المحطات المقدمة كذلك إلى أن النباتات خصوصا ليست وسيلة لتلبية حاجاتنا، ولكن لها حقوق على الإنسان، ومن ذلك حق السقاية وحق الزراعة وحق العناية بها، وحق النفايات إماطتها عن الطريق كصدقة، وحق الماء في عدم إهداره، ثم عرض للغطاء النباتي وأنواعه في المملكة، وتقديم عرض لعوامل تدهور وانقراض الطبيعة في المملكة، فيما تعرض محطة أخرى الترفيه بالألوان من خلال فنون العجائن والكولاج. واطلعت الأمهات وربات البيوت على مهارات في أساليب الحفاظ على البيئة، من كيفية عمل الحدائق المنزلية ورعايتها، والزراعة داخل المنزل، والعناية بالنبات داخل المنزل وخارجه، وكيفية إعادة تدوير نفايات المطبخ داخل المنزل، ومن ذلك تكوين سماد الحديقة من نفايات المطبخ، وكيفية الاستفادة من نفايات المنزل في سقاية وتغذية النبات، وتم تقديم عدد من الأمثلة على ذلك من الماء المستخدم في غسل الخضراوات، وكذلك قشر البيض المسلوق بعد طحنه، وماء سلق البيض بعد تبريده، بالإضافة إلى البن المتبقي في قاع الفنجان، وباقي الشاي بدون سكر، وهي كلها مواد صالحة ويمكن إعادة تدويرها واستخدامها من جديد على شكل أسمدة.