دعا الرئيس السوداني الأسبق زعيم حزب الأمة القومي الصادق المهدي، نظام الرئيس عمر البشير إلى الرحيل. وأوضح في كلمة أمام حشد ضم الآلاف في أم درمان، أن حزب الأمة "قرر التعبئة لرحيل نظام الاستبداد والفساد"، مشدداً على "ضرورة نبذ العنف وأن تكون وسيلة تغيير النظام سلمية". وأضاف: "محاولة إطاحة النظام بالقوة ستأتي بنتائج عكسية، وأن الخيارين الوحيدين المأمونين هما: انتفاضة مدنية قومية أو المائدة المستديرة من أجل نظام جديد". وتابع: "نقول للحزب الحاكم أنتم مسؤولون عما آلت إليه البلاد وفي يد الرئيس البشير أن يدرك مدى تدهور الأوضاع ومدى اتساع المعارضة بأطياف مختلفة، ودوره الذي سيحفظه له الشعب والتاريخ هو أن يدعو ممثلي القوى السياسية للاتفاق على برنامج قومي لخلاص الوطن". واقترح المهدي أن ينفذ هذا البرنامج "رئيس وفاقي يقود حكماً قومياً لفترة انتقالية إلى أن يوضع الدستور وتجري انتخابات عامة"، مؤكداً: "نحن على استعداد أن نكفل تجاوب الآخرين مع هذه المبادرة. ومقابل دوره في مخرج آمن للوطن، نكفل له مخرجاً آمناً". وفيما شنت السلطات الأمنية حملة اعتقالات واسعة وسط صفوفه "الأمة القومي"، اعتبر العديد من أنصار "الأمة" أن كلمة المهدي لم تأت بجديد، وهتفوا مطالبين الحزب بالخروج إلى الشارع لإسقاط النظام، ما دفع بالمهدي إلى الدخول في مخاشنة كلامية معهم، ووجّه انتقادات مزدوجة للمعارضة والمؤتمر الوطني الحاكم، غير أنه شدد على أن حزبه لا يريد الدخول في عنف مع الأخير، رافضاً فكرة إسقاط النظام عن طريق القوة، وقال المهدى: "من يريد خطاً آخر غير خطنا فليذهب لخطه ولكن لن نسمح له بجرنا للهلاك".