يعد القمر البدر لشهر شعبان الأكبر والأقرب إلى الأرض خلال العام الحالي، والذي سيكتمل عند الساعة 02:32 ظهر بعد غد الأحد بحسب توقيت مكةالمكرمة، بعد 21 دقيقة من وصوله إلى نقطة "الحضيض" وسيكون قريب جدا منها وعلى مسافة 356.991 كلم من الأرض، فيما شهد مايو 2012 ومارس 2011 حصول هذه الظاهرة سابقا، فيما تتكرر في أغسطس 2014. وأوضح رئيس الجمعية الفلكية بجدة المهندس ماجد أبو زاهرة، أن القمر البدر دائما يسطع في الجانب المقابل للشمس في السماء لذلك سيتم رؤيته طوال الليل من الغروب وحتى فجر اليوم التالي، مشيرا إلى أنه سيظهر أكبر بنسبة 14 % وأكثر بريقا بنسبة 30 % من القمر البدر المعتاد، غير أن الرصد بالعين المجردة لن يوضح فرقا كبيرا بين هذا البدر والبدر العادي، فيما يظهر الفرق عبر التصوير الفوتوغرافي من خلال مظاهاة صور الأقمار البدر في الأشهر الماضية. وبين أن القمر في هذه الظاهرة يسمى "بدر الحضيض" لوجود في أقرب نقطة في مداره إلى الأرض، مشيرا إلى أنه تم استخدم تسمية " القمر العملاق " عندما حدثت الظاهرة في 2011 واستمرت حتى ألان بالرغم من كونها تسمية غير فلكية، مشيرا إلى أنه في هذا الوقت من الشهر العربي فان القمر البدر في أي شهر، يكون في خط واحد مع الشمس، لذلك فان جاذبية الشمس والقمر تتحد وتوثر على المحيطات ولكنه تأثير ضئيل جدا، حيث يرتفع مستوى المد بحري ببضعة بوصات أعلى من المعتاد و قوى الجاذبية لن تؤثر في توازن الطاقة الداخلي للأرض نظرا لحدوث مد وجزر قمري كل يوم، فيما سيكون هناك اختلاف صغير في القوة التي تمارسها جاذبية القمر عندما يكون القمر في الحضيض، وانتظام الشمس والقمر يسبب زيادة صغيرة في النشاط التكتوني، ولكنها لن تكون كبيرة بشكل كافي لتتغلب على القوى الكبيرة داخل الأرض لذلك لن يكون هناك تغيرات جوهرية في النشاط الزلزالي أو البركاني، إضافة إلى أن العديد من الدراسات لم تعثر على دليل علمي يمكن من خلاله ربط القمر العملاق بالكوارث الطبيعية. وأشار أبو زاهرة إلى أن القاطنين على طول السواحل البحرية سيشاهدون أعلى مد خلال الأيام القليلة المقبلة، وهناك يجب التأكيد بأنه من غير المحتمل أن يحدث فيضان، ولكنها فرصة لرؤية تأثير على ارتفاع المد وخاصة إذا كانت هذا المد المرتفع صاحبته رياح شاطئ قوية. وذكر أبو زاهرة أن الفرصة ستكون متاحة لرصد ظاهرة أخرى مع بداية شروق القمر البدر في أي شهر حيث يظهر كبير جدا أثناء ارتفاعه مابين الأبنية والأشجار والجبال ولكن عندما يصبح في السماء يظهر وكأنه تقلص، هذه الظاهرة تسمى "وهم القمر" والتي يتسبب فيها عقل الإنسان ويمكن ملاحظتها في منتصف كل شهر قمري.