عاشت العاصمة اليمنية صنعاء ومعظم محافظات البلاد، ليلة من الظلام الدامس بسبب انقطاع التيار الكهربائي نتيجة للعمل التخريبي الذي استهدف أبراج الكهرباء ومحطة مأرب الغازية التي تغذي معظم مناطق البلاد بالطاقة الكهربائية. وعلى الرغم من التوجيهات الصارمة للرئيس عبدربه منصور هادي، بمواجهة المعتدين على خطوط الطاقة، إلا أن مجموعة من رجال القبائل استهدفت في وقت متأخر من ليل أول من أمس، خطوط نقل الطاقة الكهربائية على خط مأرب - صنعاء، مما أدى إلى خروج المحطة الغازية عن الخدمة. وأكدت مصادر مسؤولة بوزارة الكهرباء أن الاعتداءات الجديدة جاءت بعد أقل من 48 ساعة من اجتماع هادي مع عدد من مسؤولي الجهات الحكومية، وتوجيهاته بالتعامل الحازم مع المخربين. وأشارت إلى أن اعتداءات رجال القبائل على خطوط نقل الطاقة تكررت كثيرا خلال الأشهر الأخيرة، فيما لم تتحرك الأجهزة الأمنية لضبطهم حتى اللحظة. ونتيجة لانقطاع الكهرباء تعطلت الكثير من المصانع والورش وتوقفت عن العمل، فيما شهدت بعض المناطق الساحلية تظاهرات، احتجاجا على استمرار انقطاع الكهرباء، خاصة في مدينتي عدن والحديدة اللتين وقعت فيهما حالات إغماء لبعض المسنين الذين نقلوا إلى المستشفيات لتلقي العلاج، خاصة وأن المدينتين تواجهان صيفا حارا. على صعيد آخر، حدد فريق قضية صعدة في مؤتمر الحوار الوطني 4 أسباب كجذور لمشكلة صعدة المزمنة التي أفضت إلى اندلاع 6 حروب متلاحقة منذ عام 2004 بين الجيش والحوثيين، وحولت المدينة إلى "منطقة منكوبة". وأقر الفريق بعد جدل طويل بين أعضائه حيال أن ضعف مؤسسات الدولة، وضعف التنمية الشاملة، والتدخلات الخارجية، ودخول أفكار أخلت بالتعايش التاريخي بين المذاهب في اليمن من أهم الأسباب التي أدت إلى نشوء قضية وحروب صعدة الست.