سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
القمة السعودية المصرية بعيون سياسيين وخبراء: تعميق العلاقات ووأد الفتنة في لبنان ودفع عملية السلام السديري: الزيارة تمثل تجسيدا حيا لحرص الزعيمين على استمرار التنسيق
أجمع سياسيون وخبراء سعوديون ومصريون على أهمية زيارة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز لمصر اليوم، لما تتسم به العلاقات السياسية بين الرياضوالقاهرة، على مدار سنوات طويلة، بقدر كبير من التقارب، فضلا عن العلاقة الوطيدة التي تربط الشعبين الشقيقين. وأوضح السياسيون والخبراء، الذين تحدثوا إلى "الوطن"، أن الزيارة المنتظرة تكتسب أهمية كبيرة لكونها ستبحث في آخر تطورات عملية السلام وتنسيق الموقفين السعودي والمصري حيال قضايا مصيرية تتعرض لها الأمتان العربية والإسلامية، فضلا عن بحث سبل تعميق العلاقات الثنائية على الصعد السياسية والاقتصادية. وأكد القائم بأعمال سفارة خادم الحرمين الشريفين بالقاهرة السفير أحمد السديري أن الزيارة تمثل تجسيدا حيا لحرص الزعيمين العربيين على استمرار التنسيق والتشاور المستمر بينهما تجاه جميع القضايا العربية والإقليمية والدولية. وأشاد بمستوى العلاقات الطيبة والمتطورة بين مصر والمملكة على كافة المستويات السياسية والاقتصادية والثقافية والاجتماعية، "حيث تعد هذه العلاقات ركيزة أساسية للتعاون العربى المشترك". وأرجع رئيس قسم العلوم السياسية بجامعة قناة السويس البرلماني الدكتور جمال زهران أهمية الزيارة إلى أنها تجمع قطبين كبيرين في النظام العربي للتباحث حول ملفات مهمة ومصيرية تتعلق بحاضر المنطقة ومستقبلها. وتوقع زهران "أن تحتل القضية الفلسطينية النصيب الأوفر على أجندة القمة المصرية – السعودية، لما لها من خصوصية في ظل التجاوزات والممارسات الإسرائيلية خاصة في تهويد مدينة القدس، وعدم الاستجابة للمجتمع الدولي والعربي لكسر الحصار الذي تفرضه على قطاع غزة". وأضاف زهران أن "القمة ستبحث في عملية السلام التي تراوح مكانها بين الفلسطينيين والإسرائيليين في ظل المطلب الأمريكي المُلح بالانتقال إلى المفاوضات المباشرة دون تقديم أي ضمانات حقيقية". ويتفق رئيس تحرير التقرير الاستراتيجي العربي الدكتور حسن أبو طالب مع زهران، في أهمية هذه القمة، لكنه أشار إلى "أنها تأتي في مرحلة فارقة من تاريخ العمل السياسي العربي، في ظل التجاذبات الحادة التي شهدها لبنان في الأيام القليلة الماضية". وقدم أبو طالب قراءة للوضع الراهن. وقال إن "توتر الأوضاع في لبنان على خلفية تفاعلات المحكمة الدولية لقتلة الحريري سيحتم على الزعيمين العمل معا على تهدئة الأمور، وإعادتها إلى نصابها، مشيرا إلى "تنسيق سعودي- مصري يجري بالفعل لوأد الفتنة التي قد تحدث في لبنان". وثمن أبو طالب الدور السعودي المحمود في تقريب وجهات النظر بين القاهرة ودمشق، ومحاولات خادم الحرمين إذابة الجليد العالق على علاقات تاريخية طويلة تربط البلدين الشقيقين. وتوقع خبراء اقتصاديون مصريون أن تعزز الزيارة المرتقبة اليوم العلاقات الاقتصادية المتميزة التي تربط البلدين، حيث تعد السعودية أحد أهم الشركاء التجاريين لمصر سواء من حيث حجم التجارة أو من حيث الاستثمارات المشتركة. وتوقع مستشار وزير الصناعة والتجارة رئيس قطاع التجارة الخارجية المصري السيد أبو القمصان زيادة حجم الاستثمارات بين مصر والمملكة خلال الفترة المقبلة، خاصة في ظل التفاهم والتنسيق المستمر بين البلدين، لافتا إلى أن مصر تضع السوق السعودية في مقدمة أولوياتها نظرا لما تمتلكه من إمكانات وقدرات هائلة تجعلها قادرة على استيعاب المزيد من المشروعات. ومن جانبه أشار الخبير الاقتصادي بمركز البحوث والدراسات التجارية الدكتور أسامة الأنصاري إلى عمق العلاقات السعودية- المصرية، وقال إنها في غاية التميز وتزداد قوة على المستوى السياسي والاجتماعي، لافتا إلى أن العلاقات الأخوية المتميزة بين القيادة السياسية في مصر والسعودية تعطي الدفعة والحافز لرفع مستوى هذه العلاقات باستمرار.