لم يكن حضوره للاجتماع مع أعضاء مجلس الشورى كالعادة ، ولم يكن مجرد حضور اعتيادي لمناقشة القضايا الهامة في المجتمع ووضع الحلول المناسبه لها، اذ سجل حضوره صباح الخميس الماضي في أحد مقاهي مدينة الخبر حكاية جديدة من نوعها أبطالها مجموعة من الشباب المتحمسين والمندفعين نحو النجاح، اجتمع بهم واجتمعوا به ليزيد نجاحهم نجاحا وليؤكد تواضعه وإنسانيته التي اشتهر بها بين أوساط المجتمع. إذ شهد صباح الخميس التفاف ما يقارب 25 شابا حول مائدة الإفطار مع عضو مجلس الشورى الكاتب المعروف نجيب بن عبدالرحمن الزامل ليبحر معهم في قصة نجاحه مبتدئا حديثه عن أصول عائلة "الزامل" وذلك خلافا لما هو معمول به في طبيعة اللقاء الصباحي الذي يضم الشباب كل صباح خميس في "فطور الناجحين" الذي يتحدث فيه الضيف بداية عن نفسه وعن مراحل حياته ليأتي ذلك تأكيدا على فخر الكاتب نجيب الزامل كونه أحد أفراد هذه العائلة حيث ذكر أن أصلهم من القصيم تحديدا من مدينة عنيزة أو "باريس نجد" كما أسماها أمين الريحاني, مشيرا إلى أن أفراداً من عائلته هاجروا إلى أماكن مختلفة طلبا للرزق, فانتقل إلى جدة عبد الله إلى الجبيل وأخوه صالح إلى الكويت وعبد الله الحمد الزامل للبحرين مؤكدا اشتهار الكثير منهم بالتجارة والنجاح فيها. وانتقل بعدها الزامل للحديث عن حكاية طريفة يوم ولادته وذلك حين أتى والدته نورة السحيمي رحمها الله المخاض وذهبت للولادة في مستشفى أرامكو بالظهران, وصادف يوم ولادته الرابع من يوليو وهو عيد الاستقلال لأمريكا وكانت الزينة تملأ المستشفى والسرور يملأ الأطباء والممرضين, فظنت والدته -رحمها الله- أن كل من بالمستشفى يحتفل بولادتها له, حتى إنها أخبرت والدتها بذلك ضاربا بجميع الحواجز المجتمعية عرض الحائط والتي تجعل من ذكر اسم الأم او الزوجة أمام مجلس شباب حرجا اجتماعيا ليفتخر بأنه ابنا لنورة السحيمي مشيرا إلى أن والده رحمه الله انتقل للعمل في أرامكو عام 1951 وكان لذلك دور بارز في رفع مستواه الثقافي, فقد كانت اللغة الإنجليزية طاغية على كلام والده مما ساهم في تعلمه اللغة الإنجليزية في سنين حياته المبكرة, وازدادت قوة لغته بسبب عشقه للقراءة, فقد كان يقرأ للكثير من أدباء اللغة الإنجليزية مثل ألن بو، وتي. إس. إليوت، وهمنجواي، وتنسي ويليامز، حتى إنه أصبح عضواً في نادي معجبي الأديب الأيرلندي أوسكار وايلد. الزامل المتواضع أبهر الحضور بثقافته العالية وتنقله السريع بين العديد من المواضيع لاسيما أنه نشر أولى مقالته حين كان في المرحلة المتوسطة باسم "أديب الشرقاوي" وتوسع أفقه لينشر في أكثر من وسيلة إعلامية وأصبح له دخل ممتاز من كتاباته في مرحلة مبكرة من حياته مبينا باختصار شديد قصة تعيينه في مجلس الشورى وذلك عندما هاتفه رئيس الديوان الملكي الأستاذ خالد التويجري وعرض عليه فكرة الانضمام للمجلس ولكنه رفض في البداية وبعد فترة أتاه اتصال آخر من الأستاذ خالد وأخبره برغبة الملك بتعيينه عضوا بمجلس الشورى فاضطر للموافقه. وأثنى الكاتب نجيب في حديثه على فضل شركة أرامكو على المنطقة من حيث رفع مستوى التعليم ودعم رجال الأعمال مثل سليمان العليان وعبدالله فؤاد وغيرهم وصناعتهم, فقد كانت تشجع من تتوسم فيهم المهارات التجارية على الاستقالة من وظائفهم وإنشاء مؤسسات خاصة بهم تقوم ببعض الأعمال لصالحها مؤكدا أن تعلمه مهارة الطباعة بالعربي والإنجليزي ساهم في حصوله على وظيفة ممتازة في شركة أرامكو.