منذ كنت في الصف الرابع ، وأنا متعلق بالحرس الوطني فهذه كانت مهنة المستقبل وكبر الحلم معي ، وفي الثانوية حصل بعض الظروف فلم أحصل على المعدل الذي أريد فانسحبت من الاختبار في الفصل الثاني ، بالرغم من معارضة الأهل ، فحلم الحرس يراودني وأعدت السنة، وحصلت على المعدل الذي يرضيني ويؤهلني لمهنة المستقبل ، وفعلا تقدمت واجتزت الفحص المبدئي وكانت الأرض لا تسعني من الفرحة ، ولكن تجري الرياح بما لا تشتهي النفس حيث لم يكن اسمي مع الفرز النهائي ، وتحطمت آمالي على جدار الإحباط ودخلت الكلية الصحية ، وعاد الأمل من جديد ، وبعد تخرجي من الكلية تقدمت للحرس الوطني من جديد للعمل في مستشفى الحرس الوطني كصيدلي ، وعملوا لي اختبار للغة الإنجليزية واجتزت الاختبار ، وعملوا اختبارا آخر في الصيدلة ، وانتظرت اتصالهم وعندما طال انتظاري ذهبت إليهم فأخبرني الموظف بأن الناجحين قد عملوا مقابلة شخصية وأنني لم أنجح فطلبت منه أن يتأكد وفعلا تأكد فوجد أنني قد نجحت فطلب مني أن أراجع المختص فشرحت له الموضوع فراجع الحاسب وحدد لي موعدا للمقابلة الشخصية في اليوم التالي، وخرجت وأنا أكاد أطير من الفرح فحلم الطفولة والشباب قد تحقق ولم أحتج الواسطة التي دائما يرددها الجميع ولم أذق طعم النوم تلك الليلة ، وأنا أحاول أتخيل نفسي منتسبا للحرس حتى لو لم أكن ضابطا وفي اليوم الموعود ذهبت بعد صلاة الفجر مع أن الموعد بعد الظهر ولكن لم أستطع الانتظار وعندما دخلت قال بكل برود بأنه ليس لي وظيفة لديهم (هل تتخيلون وقع الخبر) وعندما استفسرت عن السبب قال لم تنجح في الاختبار بالرغم من تأكيد صاحب الحاسب الآلي أنني نجحت.