حذرت دراسة علمية بيئية من استمرار تزايد ظاهرة الاحتباس الحراري , لأن ذلك قد يحول الكرة الأرضية إلى كوكب شديد الحرارة بصورة تجعل حياة الإنسان فيه أمرا مستحيلا حيث تصبح درجات الحرارة قاتلة للإنسان . وأشار الباحثون إلى أن درجة الحرارة التي ستشهدها الأرض خلال القرن المقبل إذا ما استمر انبعاث الغازات الحرارية بنفس المعدل سيكون الأعلى في تاريخ الكوكب ولم تشهده إلا مرة واحدة قبل 50مليون عاما . وتقول الدراسة التي نشرت دورية "وقائع الأكاديمية الوطنية للعلوم" إن التعرض لأعلى من 95 درجة من درجات الحرارة لمدة ست ساعات أو أكثر، سيخلق معدلات إجهاد قاتلة بين البشر والحيوانات على حد سواء.وأكد ستيفن شيروود، من "مركز أبحاث تغيرات المناخ" بجامعة "نيو ساوث ويلز" بأستراليا، أنه من المستبعد أن تصل درجات الحرارة إلى هذا المستوى خلال هذا القرن، ولكن الاحتمال الأرجح أنها ستكون خلال القرن المقبل.وتثير ظاهرة الاحتباس الحراري الناتجة عن النشاطات الصناعية المختلفة حالة من الجدل المتواصل بين العلماء والمهتمين بالبيئة من جانب وبعض الساسة من جانب آخر خاصة في الدول الصناعية الكبرى . فبينما تمثل تلك الظاهرة مؤشراً على إنهاء الحياة على كوكب الأرض بالنسبة للفريق الأول والذي يرى ضرورة التصدي لها بحسم , يرى الفريق الثاني في الصناعات المسببة للظاهرة قوة اقتصادية وعسكرية لدولهم لا يمكن التخلي عنها أو تخفيضها لأي مبرر . وكانت قمة الأرض التي عقدت مؤخرأ في كوبنهاجن قد شهدت سجالات مختلفة وتضارباً للمصالح بين الدول المشاركة في القمة أدت إلى فشلها واختتام أعمال القمة دون الخروج ببيان أو قرار ملزم للدول , كما فشل زعماء العالم في تحديد مسؤولية كل دولة التي يجب أن تتحملها في سبيل خفض الانبعاثات الحرارية. كما تشكل ظاهرة الاحتباس الحراري جدلا موازياً بين العلماء أنفسهم فبينما يرى فريق أن تلك الظاهرة ظاهرة طبيعية وأن مناخ الأرض يشهد طبيعيا فترات ساخنة وأخرى باردة وأن التوازن الطبيعي الكوني سيعيد درجة حرارة الأرض إلى الانخفاض , يرى الفريق الآخر أن الإنسان هو السبب الرئيس في تلك الظاهرة ويعتبرونها إخلالا بالتوازن الطبيعي قد يؤدي إلى فناء الحياة على سطح الكوكب , ومن ثم فعلى الإنسان أن يصلح ما أفسده . ويحذر العلماء من أن ارتفاع درجات الحرارة على كوكب الأرض يمثل أعظم تهديد صحي في القرن الواحد والعشرين ,حيث يؤدي ارتفاع درجات حرارة الأرض إلى تحرك الأمراض المستوطنة والأوبئة كحمى الضنك والتيفود والملاريا في المناطق الدافئة إلى المناطق الباردة نتيجة اتساع المساحات التي تتصف بارتفاع درجات الحرارة. وذلك بالإضافة إلى خطر التصحر والجفاف الذي قد يضرب معظم الدول في وقت تزداد فيه الحاجة للمياه وهو ما يهدد بتراجع الإنتاج الزراعي والحيواني . كما يهدد ذوبان المناطق الجليدية بالفياضانات وغرق مدن بكاملها إن لم تكن دولا .