فيما يشكو 453 طبيبا وطبيبة وأخصائيا، من عدم اعتراف الخدمة المدنية بتعديل شهاداتهم، نظير حصولهم على درجات علمية بعد إيفادهم داخليا من قبل الوزارة منذ 6 سنوات، كشف مصدر مسؤول في وزارة الصحة – رفض ذكر اسمه - أن خطأ إملائيا في الخطاب الموجه من إدارة الابتعاث بوزارة الصحة إلى الوزارة تسبب في عدم إرسال الأسماء إلى وزارة الخدمة المدنية. وأضاف أنه على الرغم من أن إدارة الابتعاث بوزارة الصحة أرسلت خطابا يتضمن جميع أسماء الأطباء الذين تم إيفادهم داخليا لكليات وجامعات بمختلف مناطق المملكة إلى الوزارة منذ 8 أشهر، إلا أن الوزارة رفضت الاعتماد، مرجعة ذلك إلى أن الخطاب يحمل خطأ إملائيا في الصياغة، مشيرا إلى أنها طالبت بتعديله. من جهته، أكد مدير التدريب والابتعاث في الشؤون الصحية بجدة الدكتور حسن الشهري، أنه توجد إجراءات متبعة في كافة المديريات الصحية في المملكة، ومنها مديرية الشؤون الصحية في جدة، فيما يخص الابتعاث الداخلي"الإيفاد" الخاص بالأطباء والأخصائيين والكوادر الصحية الأخرى. وأوضح في تصريح ل"الوطن"، أن المستشفيات ترسل خطابا لإدارة التدريب والابتعاث في الشؤون الصحية بكافة مصوغات الترشيح لكافة الأطباء، الذين يتم ترشيحهم للإيفاد الداخلي أو الابتعاث الخارجي، وذلك بعد أن تقدر المستشفيات احتياجاتها للتخصصات التي يتم إيفاد الأطباء عليها. وأضاف أن الطلب يتم عرضه على لجنة في إدارة الابتعاث في الشؤون الصحية تعرف ب"لجنة التدريب والابتعاث في مديرية الشؤون الصحية بجدة"، لدراسة حاجة محافظة جدة لهذا التخصص ومطابقة جميع الشروط الخاصة للإيفاد أو الابتعاث، مؤكدا أن جميع المصوغات تتم مراجعتها. وبين الشهري أنه في حال أن تتم مطابقة جميع المصوغات على الأطباء الذين تم ترشيحهم للإيفاد الداخلي أو الابتعاث الخارجي، ترسل الطلبات إلى إدارة التدريب والابتعاث في وزارة الصحة، مفيدا بوجود لجنة فيها لدراسة الطلبات وإصدار القرار فيها، ومن ثم يتم إرسالها لوزارة الخدمة المدنية لتبليغها. وأفاد بأنه يتم إصدار قرار من قبل الخدمة المدنية في إيفاد الطبيب وتحديد اسم المدينة للإيفاد الداخلي والدولة للابتعاث الخارجي وتحديد مدته، وإرسال خطاب إلى إدارة التدريب والابتعاث المرسل منها الطلب للموافقة وإكمال إجراءات للموفدين الأطباء. وألمح إلى أن الموفدين يجب أن يكونوا على تخصصات نادرة وأن تكون المنشأة الصحية بحاجة لها، إلى جانب قلة أعداد الأطباء في هذه التخصصات، كطب التخدير، والطوارئ، وأطباء العناية المركزة. من جهتهم، أكد عدد من الأطباء والأخصائيين المتضررين وهم: الطبيب أيمن عبدالرحيم، فهد عبدالجبار، أحمد العمري، فهد الحازمي، في حديث ل"الوطن"، أنه تم إيفادهم من قبل وزارة الصحة قبل 6 سنوات كل حسب تخصصاته. وأشاروا إلى أن منهم من كان يعمل داخل المستشفيات، وتم إخلاء طرفه لتفرغه للإيفاد، مؤكدين أنهم أكملوا دراستهم في جامعات عدة، كجامعة الملك عبدالعزيز كلية الطب، وجامعة الملك خالد. وذكروا أنهم بعد رجوعهم، صدموا بعدم الاعتراف من قبل وزارة الخدمة لتعديل شهاداتهم على التصنيف الجديد، الذي حصلوا عليه خلال فترة دراستهم. ولفتوا إلى أن وزارة الخدمة المدنية أفادتهم بأن وزارة الصحة لم تخاطبها بأمر إيفادهم، مضيفين: "أنه على الرغم من تواصل الخدمة المدنية مع وزارة الصحة منذ سنتين بخصوص ذلك إلا أن وزارة الصحة لم تستجب". وأشاروا إلى أن وزارة الصحة استقدمت أطباء وأخصائيين أجانب على نفس التخصصات، التي يحملونها ووظفتهم، من دون إيجاد حلول للأطباء السعوديين الذين يحملون التخصصات نفسها. يشار إلى "الوطن" اتصلت على مديرة التطوير والابتعاث في وزارة الصحة الدكتورة عفاف التويجري، بهدف توضيح أسباب عدم تصنيف الموفدين البالغ عددهم 453 طبيبا وأخصائيا، حيث اعتذرت عن التصريح، مرجعة ذلك إلى أنه لا يسمح لها بالحديث مع وسائل الإعلام.