في وقت مازال بعض من الأفراد في المجتمع ينظرون سلباً إلى المعاقين "ذهنياً" وأنهم " قاصرون"، جاء الرد لهم من بعض الطلاب بأنهم أعضاء فاعلون في المجتمع وأن إعاقتهم لا تمنعهم من "العلم" و"التدريب" و"العمل" لكسب العيش من نتاج عملهم، وأنهم ليسوا بحاجة لنظرة "الشفقة" التي يُنظر لهم بها من بعض الأفراد. جاء ذلك في انطلاقة مشروع نفذته إدارة مجمع الأمير نايف بن عبدالعزيز التعليمي لطلابها بالمرحلة الثانوية "التربية الفكرية" بخميس مشيط أمس، تحت عنوان "حياتي مهنتي" الذي دشنه محافظ محافظة خميس مشيط عبدالعزيز بن سعيد بن مشيط، بحضور عدد من مسؤولي مكتب التربية والتعليم وبعض رجال الأعمال والمهتمين بالتربية الخاصة بالمحافظة بمقر المشروع بسوق "أصداف مول". وتجول آل مشيط داخل المقر المخصص وهو عبارة عن محل تجاري بالسوق واستمع إلى عدد من الطلاب المشاركين بالمشروع وشاهد أعمالهم وإنجازاتهم، مثنيا على ما يقدمونه من أعمال مهنية متنوعة ومختلفة ومشرفة. إلى ذلك، أوضح مدير مجمع الأمير نايف بن عبدالعزيز سفر بن سعيد بن دعرم، أن فكرة المشروع وتنفيذه كانت بجهود معلمي وإدارة "التربية الفكرية" بالمدرسة، وأنهم بذلوا الكثير لنجاحة على حساب وقتهم وصحتهم ومالهم، مؤكداً على الدور المهم لدعم بعض رجال الأعمال لنجاح فكرة البرنامج، كونه يعتبر المشروع الأول على مستوى المملكة لإبراز دور المعاقين وتغيير نظرة الشفقة والعطف التي ينظر بها بعض الأفراد إليهم. وأضاف آل دعرم، أن طلاب التربية الخاصة بشكل عام و"الذهنية" بشكل خاص، بحاجة لدعمهم وتحفيزهم من كافة شرائح المجتمع، وأن إدارة المدرسة رأت الخروج بالمشروع من فناء المدرسة ومنسوبيها إلى المجتمع الخارجي، وقال إن تلك الفئة من الطلاب بحكم قدراتهم العقلية لم يعد لديهم حاجة إلى الدراسة "النظرية"، بقدر حاجتهم لتعلم مهن تساعدهم في النهوض بقدراتهم ورضاهم عن أنفسهم وكسب لقمة عيشهم من نتاج عملهم. وأضاف آل ملفي أن أهداف المشروع هي تدريب وتأهيل تلك الفئة لسوق العمل واستقلاليتهم وإعتمادهم على أنفسهم، والتعريف بقدراتهم وأن بمقدورهم العمل بجد واجتهاد، ومساعدتهم لدمجهم وانخراطهم بالمجتمع والعمل على تقبلهم.