استحضر مدير عام التربية والتعليم بمنطقة القصيم عبدالله الركيان أمام طلاب الصف الأول ابتدائي 40 عاماً مضت، بين جلوسه طالباً ملتحقاً بالصف الأول بمدرسة طارق بن زياد الابتدائية ببريدة عام 1394ه، ومهمته التفقدية والتوجيهية في نفس الفصل بمدرسة الفيصلية الابتدائية عام 1434ه، وسرد من خلالها للطلاب النقلات النوعية والكبرى التي عاشتها البلاد، في مجالات العلم والمعرفة. الركيان كان محاطاً بأبنائه طلبة الصف الأول، فمنهم من عاش لحظة انبهار، متسائلاً: من هذا؟ ومنهم من حلق ملياً في عدسة الكاميرا، ولسان حاله يقول: أنت تصور!.. ومنهم من ترك ذلك كله خلف ظهره، وأمعن النظر في معلمه، وإن كانت تفضحه بقايا ابتسامة طفولية خلفها الكثير من التساؤلات! تفيد ب"لا أفهم ما يجري!". من خلال هذا المشهد الطفولي البريء المتفاوت، حث الركيان طلاب المدرسة خلال تكريم المتفوقين منهم، بمواصلة تعليمهم، واستمرارية تحصيلهم المعرفي، ليحققوا لأنفسهم مطامحهم ومقاصدهم العملية، مبيناً للطلاب القيمة الحقيقية للعلم والتعلم، والتباين النوعي والكيفي لما كان عليه التعليم في السابق، وما يحظى به طلاب وطالبات الوقت الحالي من كثير عناية واهتمام من قبل ولاة أمر هذه البلاد. وأشار إلى أن الجلوس على مقاعد الدرس، وعقد العزم على تحقيق أعلى درجات العلم، والمثابرة في التحصيل، والمداومة على طلب المعرفة، سلوكيات نبيلة تخلق للطالب والطالبة الأجواء التربوية التي يجنون من خلالها تطلعاتهم وأمانيهم، ومنها وعليها يقودون دفة التطوير في بلدهم. واختار مدير عام التربية والتعليم بمنطقة القصيم الجلوس بجوار طلاب الصف الأول، والاستماع إلى درس القراءة والكتابة "لغتي" معهم، ومعايشتهم وتفاعلهم مع معلمهم، مبيناً أن ذلك تطبيق إجرائي يؤكد من خلاله أن المتابعة والتدقيق الواقعي والميداني للعمل أساس اكتشاف مواطن الخلل، ومن ثم الطريقة الأولى للتصحيح والتقويم لأي منجز ومخرج تعليمي. وكان الركيان قد دشن أمس معرضاً وثائقياً عن تاريخ المدرسة الفيصلية ببريدة، يحتوي أسماء عدد من الوزراء والمشايخ في الدولة، الذين تخرّجوا من المدرسة وسجلاتهم في المرحلة الابتدائية تسجل انتظامهم في هذه المدرسة. واطّلع الركيان خلال الزيارة على "برنامج فينا خير" والفطور الصباحي بالتمر واللبن، وأشرف على عدد من البرامج التربوية والتعليمية المتميزة التي عبّر خلالها الركيان عن سعادته لما شاهده من جهود متميزة بقيادة مدير المدرسة حبيب عبدالله الحبيب والكادر التعليمي كافة، ليتم اختتام الزيارة بتكريم الطلاب والمعلمين المتميزين.