فيما تمسك رئيس الوزراء التونسي حمادي الجبالي، بمقترح تشكيل حكومة كفاءات وطنية لا تنتمي لأي حزب سياسي، ولا تترشح في الانتخابات القادمة، ملوحا بتقديم استقالته إذا فشل في إقناع حزب النهضة بذلك المقترح، أعلن حزب المؤتمر من أجل الجمهورية الذي يتزعمه الرئيس المنصف المرزوقي، سحب وزرائه من الحكومة. وأرجعت مصادر مطلعة القرار إلى حدوث تقدم كبير في المشاورات الجارية بين شركاء الائتلاف الحاكم بشأن تشكيل حكومة ائتلاف سياسي. وأكد عضو المكتب السياسي للحزب سليم بن حميدان أن اتفاقا تم التوصل إليه، وأن هذا الاتفاق سيعلن في الساعات القادمة، فيما صرّح عضو المكتب السياسي للنهضة نور الدين العرباوي، بأن الأمور تتجه إلى تشكيل حكومة سياسية، يمكن أن تنضم إليها أطراف من خارج الائتلاف الحالي. إلى ذلك قال الجبالي: إن سبب تقدمه باقتراحه هو "إحساسه بالمسؤولية الوطنية، والرغبة في تجنيب البلاد مزيدا من الاحتقان، خاصة مع غياب أي مبادرة أخرى للخروج من الأزمة"، ونافيا أن يكون خروجا على حزب النهضة، الذي أعلن قياديون فيه رفضهم لمسعاه. من جانبه استبعد زعيم حركة النهضة راشد الغنوشي، حدوث انقسام في الحركة، وقال في تصريحات صحفية: "لن يحصل انقسام في النهضة بإذن الله. لأنها متمسكة بمؤسساتها وصارمة في موضوع وحدتها، لكن في داخلها هناك تدافع في الرأي، كل الآراء تسبح بكل حرية، ولذلك لا أرى أن وحدتها مهددة". ورفض الغنوشي مقترح الجبالي قائلا: إنه "شرح قراره وقدم مبررات اتخاذه وظروفه. لكن بالنسبة لنا في الحركة، هناك مبررات لكنها لا تؤدي بالضرورة إلى النتيجة نفسها". وبخصوص تهديده بالاستقالة، قال "أتمنى ألا نصل إلى هذه الحالة ولا أعتقد أن الظروف تسمح بذلك. ندرس الأمور بهدوء وروية ونضع مصلحة تونس فوق كل اعتبار، ولدينا شركاء نتحاور معهم في هذا الأمر بالصورة التي تخدم مصلحة البلاد". واتهم الغنوشي الذين يتهمون الحركة بالوقوف وراء عملية اغتيال المعارض السياسي شكري بلعيد بأنهم "هم أولئك المتربصون الذين فشلوا في الانتخابات وأمام صناديق الاقتراع ولم يتمكنوا من إقناع الشعب برؤيتهم وأفكارهم". واعترف بأن تونس تعيش وضعا صعبا، لكنه شدَّد على "التمسك بمبدأ الاعتدال ورفض التطرف والغلو". من جهة أخرى، اعتقلت الشرطة 5 شبان إثر مواجهات فجر أمس، في ولاية قفصة بين قوات الأمن ومحتجين على تسيير سلفيين "دوريات أمنية" في المدينة. وقال مصدر مسؤول: إن الشرطة أطلقت قنابل الغاز المسيل للدموع وطلقات تحذيرية في الهواء لتفريق المحتجين.