انتهك عدد من شركات المقاولات في منطقة جازان حرمة الموتى في مقبرة قرية "الخبطة" التابعة لمحافظة ضمد، وذلك بقيامها بجرف قبور الموتى لأجل أعمال الردميات التي تستخدمها تلك الشركات، ما أثار حفيظة سكان القرية الذين انتهكت حرمة موتاهم، حيث قامت تلك المعدات بإزالة مساحات شاسعة من قبور آبائهم وأجدادهم وتطايرت رفات موتاهم، مطالبين بتدخل الجهات المعنية لوقف تلك الشركات. في حين لم يتذكر رئيس بلدية ضمد المهندس علي الساحلي إدراج مشروع تسوير المقبرة إلا عند اتصال "الوطن" وسؤالها عنها وعن مشروعها الغائب منذ سنوات، حيث أوضح أنه تم تشكيل لجنة برئاسة المهندس عبدالعزيز الأمير قامت بمنع جميع المؤسسات وشركات المقاولات من العمل في موقع المقبرة، مشيرا إلى أنه سيتم إدراج مشروع تسوير المقبرة في ميزانية العام القادم بعدما يتم تحديد معالمها. من جهته، قال رئيس لجنة إزالة التعديات بالمحافظة حسن بن محمد الشمهاني: إنه تم اكتشاف موقع المقبرة حيث تم دفن الأماكن التي تمت إزالتها وحفرها من قبل المعدات، وعمل عقوم ترابية تحيط بموقع المقبرة، مبينا أن الاعتداء على المقابر حدث حينما كان الموقع تابعا لمحافظة صبيا. وأشار الشمهاني إلى أن اللجنة قامت بعمل محضر، ورفعه وعرضه على محافظ ضمد. إلى ذلك، قال المواطن أحمد محمد شاجري، أحد المسنين من سكان قرية الخبطة: إن هذه قبور تعود لآبائهم وأجدادهم، وتسبب أصحاب المعدات في تغيير وإخفاء معالمها، وإزالتها بالاعتداء عليها، متسائلا: كيف يجرؤ هؤلاء على طمس وإزالة هذه القبور وهم يشاهدون رفات وجماجم الموتى ومع ذلك يصرون على الاستمرار في العمل، هل ماتت ضمائرهم؟ وأكد ناصر حمد الشاجري، أن الأهالي يطالبون بتسوير المقبرة بصورة عاجلة لوضع حد لما اسماه ب"المهزلة"، مشيرا إلى قيام المعدات بانتهاك حرمات الأموات. وأضاف الشاجري: أنه أخبر بلدية ضمد التي تنصلت من الموضوع كونه يخص المحافظة، وبعدها تم إخبار رئيس لجنة إزالة التعديات بمحافظة ضمد، حيث قامت اللجنة بزيارة المكان، ومنعت أصحاب المعدات من العمل. وقال الشاجري: إنه حينما تغيب اللجنة تعاود تلك المعدات عملها. وفي ذات السياق، يقول جمعان على العبسي: نعمل جاهدين أنا وأبناء قريتي على منع أصحاب المعدات من الاستمرار في عملهم المشين، فنحن على صراع دائم مع هؤلاء، وما أن نغيب عنهم حتى يعودوا للعمل تارة أخرى. ويشير العبسي إلى أن الاعتداء لم يكن على المقبرة فحسب؛ بل تجاوز ذلك إلى اقتلاع الأشجار متجاهلين المنع الوزاري في ذلك الأمر. ويضيف ماطر بن حمد شاجري: تألمت كثيرا ولم أتمالك نفسي عن البكاء وأنا أشاهد هذا العمل المشين بحق هذه القبور، التي يسكنها أناس مسلمون وتنتهك بهذ الطريقة، فأين هم رجال هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من هذه الأعمال المنافية لتعاليم ديننا الحنيف؟. وقال شاجري: كنا نلتمس لأصحاب هذه المعدات العذر بحكم عدم معرفتهم بموقع المقبرة، ولكن ما عذرهم الآن؟ وقد قمنا بإخبارهم بأن الموقع فيه قبور لآبائنا وأجدادنا. من جانبه، أوضح محافظ ضمد عثمان بن هادي الراجحي، أنه بعد اكتشاف الشركات التي تعمل في موقع المقبرة تم إيقافها، منوها بأن تسوير المقبرة مسؤولية البلدية.