تواجه المعلمة ندى الزهراني مشكلة مع زوجها عند حلول وقت التطعيم لطفلها، فهو لا يفضل مطلقا الذهاب بطفلها للمركز الصحي لعدم قناعته أولا بهذه التطعيمات، وثانيا لاعتقاده أنها تتسبب في إصابة الطفل بأعراض هو في غنى عنها كارتفاع درجة الحرارة، والخوف من الإبر الذي ينتاب الطفل، لكنه اقتنع أخيرا عندما صادف دخوله ذات يوم على الطبيب وجود طفل مشلول، وعندما سأل عن حالته صدم عندما أخبره الطبيب أن الإهمال في تناول التطعيمات اللازمة كان سببا فيما حدث للطفل. "الوطن" رصدت قصصا من تساهل الآباء والأمهات وإهمالهم لتحصين أطفالهم بالتطعيمات الأساسية الذي يعود إلى غياب الوعي الصحي، فكانت هناك شكوى من قبل الأمهات من تكاسل الآباء في الذهاب بأبنائهم للتطعيم، وعلى الرغم من أن وزارة التربية والتعليم تشترط عند قبول الطالب في الصف الأول الابتدائي أن يكون مكملا للتطعيمات الأساسية إلا أن هناك حالات كثيرة يكتشف أنها وصلت لسن الدراسة، ولم تحصل على الجرعات اللازمة. ولم تكن مشكلة المعلمة الزهراني خاصة، فكثير من الآباء والأمهات يهملون تحصين أطفالهم ضد الأمراض بتطعيمات مجانية أقرتها وزارة الصحة، وجعلتها أساسية حتى إنهن يتجاوزن الوقت المحدد للحصول على التطعيم بأشهر، بل بسنوات. من هؤلاء صالح الزهراني (60 عاما)، الذي لا يرى أهمية في حصول الأطفال على التطعيمات الأساسية، معللا ذلك بأنه، وأشقاءه، وأبناءه الكبار لم يكونوا في السابق يتناولون أي تطعيمات، وعاشوا ولم يصبهم أي أذى. وأضاف أن زوجته كانت دائما ما تخبره أن الطبيبة تصر على أن يتناول أبناؤها التطعيمات الأساسية، ولكنه لم يكن يستجيب لها، مشيرا إلى أنه يترك الأمر لحين دخولهم المدارس، حيث تقوم وزارة الصحة بإكمال المهمة. وتقول "أم فارس" "زوجي متكاسل جدا، ويرفض الذهاب للمستشفيات أو المراكز الصحية، وقد عانيت كثيرا من تقاعسه، وشكوت لأهله ذلك، ولكن دون أي استجابة، وقد دفع ابني ذو الخمسة أعوام الثمن من صحته، فأصيب بمرض فيروسي في الكبد نتيجة عدم تناول التطعيمات الأساسية". أما حصة الحارثي فقد توفي زوجها، وترك طفلا عمره شهران، ولم تكمل التطعيمات لابنها نتيجة بعدها عن المدينة والمراكز الصحية، تقول "لم أدرك ضرورة حصول الطفل على تطعيمات إلا عند التقديم له في المدرسة، حيث طلب مني تقديم شهادة التطعيمات، وتم اكتشاف أنه لم يتناول أي تطعيم منذ وفاة والده". تقول مديرة إدارة الاختبارات والقبول بإدارة التربية والتعليم بمحايل عسير نجلاء محمد مختار إن "اشتراط وجود كشف التطعيمات يرتبط بظروف المكان، فقبول الطلاب والطالبات في المدن الكبيرة يرتبط بهذه الشهادة، ووجودها ضمن شروط القبول، ولكن في القرى والهجر النائية لا يشترط ذلك، بل يكتفى بشهادة الميلاد، وبطاقة العائلة"، مشيرة إلى أن وزارة الصحة أصبحت تقوم بإعطاء الطلاب والطالبات التطعيمات الأساسية في بداية العام الدراسي. وأوضحت الدكتورة سحر إسماعيل (طبيبة عامة بمركز صحي وسط المدينة) أن "التطعيمات الأساسية لطلاب المدارس هي الثلاثي الفيروسي، والثلاثي البكتيري، وشلل الأطفال، وهي تطعيمات أساسية تؤخذ من عمر 4 6 أعوام، وتعطى عادة في المدارس توفيرا للوقت والجهد وتجنبا للهدر الذي يحدث أحيانا في المراكز الصحية أثناء التطعيم". وأضافت أنها كثيرا ما تصادف أطفالا تجاوزت أعمارهم 8 سنوات ولم يأخذوا أي تطعيم مطلقا سوى تلك التي تناولها في ولادته، مشيرة إلى أن الجهل، وعدم الوعي بأهمية التطعيم على الرغم من أنه مجاني قد يسبب إعاقة مدى الحياة. وأشارت الدكتورة سحر إلى أهمية التثقيف الصحي، ونشر الوعي بين الناس بأهمية التطعيم، وخطورة إهماله، بأكثر من طريقة، والتشديد على عدم منح الأسرة شهادة الميلاد النهائية إلا بعد اكتمال التطعيمات الأساسية للطفل. التطعيمات المجدولة في وزارة الصحة عند الولادة : • درن • التهاب كبدي (ب) عمر شهرين : • شلل الأطفال المعطل • الثلاثي البكتيري • الالتهاب الكبدي (ب) • المستدمية النزلية • البكتيريا العقدية الرئوية عمر 5 أشهر: • شلل الأطفال الفموي • الثلاثي البكتيري • الالتهاب الكبدي (ب) • المستدمية النزلية • البكتيريا العقدية الرئوية. عمر 6 أشهر: • شلل الأطفال الفموي • الثلاثي البكتيري • الالتهاب الكبدي (ب) • المستدمية النزلية • البكتيريا العقدية الرئوية. عمر 9 أشهر: • الحصبة المفرد عمر 12 شهرا: • شلل الأطفال الفموي • الثلاثي الفيروسي • الجديري المائي • البكتيريا العقدية الرئوية عمر 18 شهرا: • شلل الأطفال الفموي • الثلاثي البكتيري • المستدمية النزلية • الالتهاب الكبدي (أ) عمر 24 شهرا: • الالتهاب الكبدي (أ) جرعات التطعيم عند دخول الصف الأول الابتدائي من المدارس: • شلل الأطفال الفموي • الثلاثي البكتيري و الثنائي البكتيري حيث يعطى ابتداء من عمر 7 سنوات • الثلاثي الفيروسي • الجديري المائي