أكد الخبير النووي الإيراني شهرام أميري بعد عودته إلى طهران أن الإدارة الأمريكية عرضت عليه 50 مليون دولار مقابل التعاون مع أجهزتها الاستخباراتية والإدلاء بمعلومات کاذبة ضد إيران، فيما نفت الخارجية الإيرانية وجود صفقة مع واشنطن حول الإفراج عن العالم الإيراني. وأضاف أميري في مؤتمر صحفي بطهران أمس أن الأمريكيين كانوا يهدفون إلى إثارة ضجة إعلامية ودعايات نفسية ضد بلاده من وراء خطفه. وشرح کيفية تعامل الإدارة الأمريكية طيلة فترة احتجازه، قائلا إن الأجهزة الاستخباراتية الأمريكية عرضت عليه في البداية مبلغ 10 ملايين دولار مقابل إجراء مقابلة مع شبكة "سي إن إن" الأمريكية وإعطاء معلومات مزيفة ضد إيران، ومن ثم عرضت عليه إغراءات مالية کبيرة وصلت إلى 50 مليون دولار، ولکنه رفض کل تلك الإغراءات. وكذب أميري تصريحات وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري کلينتون حول لجوئه إلى الولاياتالمتحدة بشکل طوعي. وقال "أستغرب مثل هذه التصريحات حيث لدي وثائق تثبت أنني اختطفت بالفعل من قبل الاستخبارات الأمريکية". وشدد الخبير الإيراني على أنه سيرفع دعوى قضائية ضد الولاياتالمتحدة عبر المؤسسات الدولية، لأنه تعرض إلى مضايقات نفسية عديدة من قبلها، معتبرا أن جهاز الاستخبارات الأمريكية جهاز خاوٍ ليس أکثر ويمکن التغلب عليه. واتهم أميري المخابرات الأمريكية بنقله بطائرة عسکرية من الفندق الذي كان يعيش فيه في المدينةالمنورة إلى أمريکا. وأوضح أنه طلب منه الإدلاء بتصريحات لوسائل الإعلام يعلن فيها أنه لجأ الى أمريکا بمحض إرداته، وجلب معه وثائق هامة وکمبيوترا محمولا يحتوي على وثائق نووية سرية. وفي سياق متصل، أكد مساعد وزير الخارجية للشؤون القنصلية الإيرانية حسن قشقاوي أن أميري ليس عالماً نووياً بل هو باحث في إحدى الجامعات الإيرانية. وأضاف قشقاوي أن للحکومة الإيرانية وأميري الحق في المطالبة, عبر القنوات القانونية الدولية, بتعويض الأضرار المادية والنفسية التي لحقت به. ونفى قشقاوي أن يکون إطلاق سراح أميري تم في إطار صفقة لمبادلته مع متسلقي الجبال الأمريكيين الثلاثة المحتجزين في إيران بسبب دخولهم أراضي إيران بصورة غير قانونية. وحول التطورات الأمنية في الداخل الإيراني، واصل السوق التجاري الكبير لبيع الذهب إضرابه عن العمل، ورفض التجار فتح محلاتهم بسبب عدم الوصول إلى توافق مع الحكومة فيما يتعلق بالضرائب. وأشار شهود عيان إلى أن استمرار ذلك قد يؤدي إلى إسقاط الحكومة ولاسيما أن بازار طهران الكبير هو الذي أسقط الشاه، لأنه يمثل عصب الحياة التجارية في إيران. من جهه أخرى قتل أكثر من 20 شخصا وأصيب مئة آخرون بانفجارين انتحاريين استهدفا مسجدا شيعيا في مدينة زهدان بولاية سيستان بلوشستان جنوب شرق إيران أمس. وفيما أكد نائب وزير الداخلية الإيراني علي عبدالله وقوع الانفجارين، كشفت مصادر إيرانية أن من بين القتلى أعضاء بالحرس الثوري الإيراني. وأوضحت المصادر أن الانفجار الأول وقع في التاسعة صباحا، أعقبه بدقائق الانفجار الثاني.