في تحول مفاجئ في موقف الدول الصناعية من ظاهرة الاحتباس الحراري وما يتوجب عليها أن تقدمه للحد من تلك الظاهرة الخطيرة دعا وزراء بيئة الدول الثلاث الكبرى في الاتحاد (إنجلترا, وفرنسا, وألمانيا) أمس إلى التكتل لتحديد أهداف أصعب بشأن خفض الانبعاثات الغازية. وتأتي الخطوة الجديدة عقب فشل قمة كوبنهاجن التي عقدت في ديسمبر الماضي التي قرر فيها الاتحاد الأوروبي استهداف تخفيض في الانبعاث الحراري أقل مما سبق وقد أعلن عنه نتيجة الخلاف الذي نشب بين مجموعة الدول الصناعية والدول النامية حول مسؤوليات والتزامات الطرفين. ويتوقع مراقبون أن يثير القرار الثلاثي الجديد سلسلة من الخلافات داخل الاتحاد الأوروبي وفي قمة الأرض المرتقبة في المكسيك. وكان الاتحاد الأوروبي تعهد بخفض الانبعاثات بنسبة 20% عن مستويات عام 1990 بحلول عام 2020 وبزيادة هذه النسبة إلى 30% إذا بذلت دول متقدمة أخرى "جهودا مماثلة". أما بعد فشل محادثات المناخ في كوبنهاجن، جرى تهميش هدف خفض الانبعاثات بنسبة 30%. وعاد وزراء البيئة الألماني والبريطاني والفرنسي ليقولوا في خطاب مشترك أرسل لصحيفة "فايننشيال تايمز" الاقتصادية إنه ينبغي على الاتحاد الأوروبي تبني هدف خفض الانبعاثات بنسبة 30% رغم فشل محادثات كوبنهاجن، وذلك من أجل اقتصاد الاتحاد الأوروبي نفسه. وكتب نوربرت روتجن وكريس هون وجان لوي بورلو في خطابهم "إذا توقفنا عند هدف خفض الانبعاثات بنسبة 20%، فمن المرجح أن تخسر أوروبا السباق للمنافسة في العالم الأقل تلوثا بالكربون أمام دول أخرى مثل الصين أو اليابان أو الولاياتالمتحدة، حيث تسعى هذه الدول للوصول لبيئة أكثر جاذبية للاستثمار القائم على خفض انبعاثات الكربون". وأضافوا "إن هدف خفض الانبعاثات بنسبة 30% يمكن أن يمثل حافزا على الابتكار والعمل على الصعيد الدولي". وقد يرجع قرار الوزراء الثلاثة إلى أسباب اقتصادية هامة, لكن تلك الأسباب تدعمها عدد من الدراسات العلمية التي حذرت من آثار كارثية لاستمرار ارتفاع درجات الحرارة بنفس المعدل التي هي عليه الآن. وكان أخطر تلك الدراسات دراسة قدمها "مركز أبحاث تغيرات المناخ" بجامعة "نيو ساوث ويلز" بأستراليا التي حذرت من تحول الكرة الأرضية إلى كوكب شديد الحرارة بصورة تجعل حياة الإنسان فيه أمرا مستحيلا حيث تصبح درجات الحرارة قاتلة للإنسان بعد وصولها إلى 95 درجة مئوية خلال القرن المقبل.