في خطوة سياسية لافتة أعلنت بريطانيا وفرنسا استدعاء السفيرين الإسرائيليين في لندن وباريس، بعد قرار الحكومة الإسرائيلية بناء 3000 وحدة استيطانية، وإلغاء تجميد تطوير مشروع (E1) الاستيطاني في محيط القدس. كما أعربت ألمانيا وروسيا والصين عن معارضتها للقرار. ففي لندن استدعى وزير الدولة لشؤون منطقة الشرق الأوسط أليستر بيرت رسميا السفير الإسرائيلي دانيال تاوب إلى وزارة الخارجية أمس، وأعرب له عن مخاوف المملكة المتحدة. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية: "نأسف لقرار تل أبيب الداعي لتسريع الاستيطان؛ لأن من شأن ذلك أن يهدِّد بقاء حل الدولتين". وأضاف في بيان وزعته القنصلية البريطانية العامة في القدسالمحتلة، "دعونا مرارا لإلغاء هذا القرار". وفي العاصمة الفرنسية استدعت الخارجية سفير تل أبيب يوسي غال؛ احتجاجا على مشروع بلاده الجديد. وقال المتحدث باسم السفارة يارون غامبورغ، في تصريحات صحفية: "السفير استدعي إلى مقر الخارجية التي قالت إنها تبحث وسائل الإعراب عن استنكارها". وفي ألمانيا انتقدت المستشارة أنجيلا ميركل، في لهجة حادة غير معهودة القرار الإسرائيلي، وقال المتحدث باسم الحكومة في برلين: إن حكومته "في غاية القلق" إزاء خطط الاستيطان الجديدة. وأضاف "إسرائيل تقوِّض بذلك الثقة في استعدادها للتفاوض، لذلك نطالبها بالعدول عن تلك الخطط التي ستقوض مساحة الدولة الفلسطينية التي تريد ألمانيا أيضا إقامتها". وأضاف أن هذا الموضوع سيطرح للنقاش خلال اللقاء الذي يجمع ميركل مع نتنياهو مساء الغد في برلين. كما استنكرت موسكو وبكين القرار الإسرائيلي ودعتا تل أبيب لإلغائه فورا. إلى ذلك استولى مستوطنون إسرائيليون في ساعة مبكرة من صباح أمس، على مبنى فلسطيني من 5 طوابق في حي جبل المكبر في القدسالشرقية. ويدعي المستوطنون أنهم اشتروا المبنى الذي يقع إلى جانب مبنى آخر كانوا قد استولوا عليه قبل عامين. وقالت حركة السلام الآن: "هذه المستوطنة الجديدة في قلب حي فلسطيني، ليست فقط استفزازا خطيرا يهدد استقرار الأوضاع الهشة أصلا في القدس، وإنما تهدِّد أيضا فرصة الوصول إلى حل الدولتين وتسوية لمدينة القدس". وأضافت "توقيت الاستيلاء على المنازل ليست صدفة بعد إعلان الحكومة عن إقامة 3000 وحدة استيطانية في المستوطنات، إذ يبدو أنها تظهر رغبته بإقامة أكبر عدد ممكن من المستوطنات لمنع حل الدولتين". على صعيد آخر قتل جنود إسرائيليون أمس، مواطنا فلسطينيا من بلدة علار شمال طولكرم في الضفة الغربية. وقال شهود عيان: إن قوات الاحتلال منعت سيارة الإسعاف التابعة للهلال الأحمر الفلسطيني من نقل القتيل، وقامت بنقله إلى مكان مجهول. وادعى الاحتلال أن القتيل هاجم بسيارته آلية عسكرية إسرائيلية، ومن ثم هاجم الجنود بسلاح أبيض قبل أن يقوم عنصر مخابرات إسرائيلي بإطلاق النار عليه.