نفت اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية أمس علمها بتوقف المحادثات غير المباشرة التي ترعاها الإدارة الأمريكية مع إسرائيل، فيما نفت الجامعة العربية إبلاغها بوقف هذه المفاوضات غير المباشرة. وسيلتقي رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو غدا الرئيس المصري حسني مبارك لبحث مسألة المفاوضات مع الفلسطينيين. ويستقبل مبارك نتنياهو في شرم الشيخ قبل يومين من لقاء مماثل يعقده مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس (أبومازن)، لمناقشة مسار المفاوضات بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، وما إذا كان ستجري بطريقة مباشرة أم غير مباشرة. وقالت مصادر دبلوماسية مصرية ل"الوطن": إن نتنياهو سيطلع مبارك على نتائج مفاوضاته مع الرئيس الأمريكي باراك أوباما الأسبوع الماضي، وسيسعى إلى الحصول على دعم مصر لفكرة بدء مفاوضات مباشرة مع الفلسطينيين. وأضافت المصادر: أن القاهرة "لا ترى في فكرة المفاوضات المباشرة أو غير المباشرة هدفا في حد ذاتها، ولكنها ستسعى إلى الوصول إلى نمط تفاوض يحقق مصلحة القضية الفلسطينية ويخدم الاستقرار في المنطقة". وفيما إذا كانت مصر تمانع في الانتقال إلى مرحلة التفاوض المباشر، أجابت المصادر: "مصر لا تمانع، طالما قرر الفلسطينيون ذلك". وقال أمين سر اللجنة التنفيذية في منظمة التحرير عبد ربه: إن "مفاوضات التقارب توقفت أو لم تتوقف، فهي لم تحقق أي نتائج، ولا أعتقد أن قرار وقفها أو استمرارها هو الأمر الهام". وأضاف: "حتى الآن نحن لم نعلم بأنها المفاوضات قد توقفت لأن المبعوث الأمريكي للسلام جورج ميتشيل قادم إلينا الأسبوع القادم، والمهم بالنسبة لدينا ليس شكل المفاوضات بل جوهرها ومضمونها". وحول نية ميتشيل عرض محفزات أمنية واقتصادية للجانب الفلسطيني، قال عبد ربه: "هذه العروض ليس مكانها المفاوضات غير المباشرة أو المباشرة وقد استمعنا عشرات المرات في الماضي لخطوات بناء ثقة ولم يتحقق أي شيء من ذلك". ونفت الجامعة العربية أن يكون تم إبلاغها بأي شيء بخصوص وقف المفاوضات غير المباشرة بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، مؤكدة أن "الأمور لا تزال تسير في طريقها الذي تم الاتفاق عليه في اجتماع لجنة مبادرة السلام ومجلس وزراء الخارجية العرب". وكان الرئيس الفلسطيني محمود عباس قال: "لقد أعطينا الجهود الأمريكية والدولية الرامية إلى استئناف مفاوضات السلام بيننا وبين الإسرائيليين الفرصة تلو الأخرى، ووافقنا على الذهاب إلى مفاوضات التقريب من أجل أن نصل إلى وضع ملائم لاستئناف المفاوضات المباشرة، وقلنا إننا على استعداد لذلك إذا وجدنا تجاوبا من الحكومة الإسرائيلية، وبالذات في قضيتي الحدود والأمن؛ حدود الدولة الفلسطينية التي نريدها، وترتيبات الأمن التي ستلي إقامة وإعلان هذه الدولة، ومازلنا نأمل في تحقيق نجاح يمكننا من الانطلاق في مفاوضات جادة تقود إلى تحقيق السلام القائم على حل الدولتين، قبل أن تضيع الفرصة على الجميع".