( الهقلص)... (شاكو ماكو)..! لا تظن عزيزي القارئ أن العبارات السابقة هي طلاسم أو شعوذة سحرية.. أبداً، أبداً، إنها بعض العبارات التي نقرؤها بين الفينة والأخرى على الجدران في مختلف المدن والأماكن العامة والخاصة... وتعد الكتابة على الجدران من المشكلات المتعبة جداً بالنسبة للمسؤولين، ومن قبلهم أصحاب الجدران المساكين، وهي- أي كتابة على الجدران- قديمة قدم الإنسان نفسه، وطبعا مع الاختلاف في الوسيلة والمكان، فالكتابات والنقوش والرسومات التي وجدت على الجدران في المناطق الأثرية ساعدت وبشكل كبير في التعرف على حضارات الأمم السابقة ومعرفة عاداتهم وطرق معيشتهم، بالإضافة إلى معرفة اللغات الأثرية عن طريق تحليل الحروف المكتوبة بها ودراستها كالهيروغلوفية وغيرها، وكان غالبها يتم بواسطة الحفر والنقش، أما الكتابة على الجدران في هذا الزمان فهي تختلف باختلاف الأغراض والبيئات والأماكن والوسائل أيضاً، ففي بعض البيئات تعد الكتابة على الجدران وسيلة من وسائل التعبير عن رفض الذل ومقاومة الاحتلال، كعبارات (وا إسلاماه) و(النصر للإسلام) إلى غير ذلك من العبارات التي قد تحمل الصبغة الدينية أو السياسية. أما في بعض البيئات فتعد - أي الجدران- مرتعاً خصباً لممارسة فن الرسم على أصوله، لمن لا يملكون ثمن اللوحات الكبيرة- وحتى من بعض الذين لديهم القدرة على الشراء ولكنه اتباع عندهم لنوع من التقليعات- حتى إن بعض هذه الدول اتجهت نحو تقنين الكتابة والرسم على الجدران بتخصيص أماكن وجدران يأخذ الرسام والكتاب- إن صح التعبير- فيها راحتهم فيرسمون ويكتبون كما يشاؤون.