يتأهب الجيش السوداني لصد هجمات جديدة على مدينة الفاشر بولاية دارفور، بعد أن هدأت حدة الاشتباكات في الولاية عقب 3 أيام من عمليات القصف المتبادل بين الجيش وقوات الدعم السريع. في المقابل، يواجه الجيش اتهامات بالاستماع لأصوات مجموعات سياسية ومغردين داعمين له، طالبوه بقصف مخازن الأسلحة، لمنع قوات الدعم السريع من الاستفادة منها. يأتي ذلك بعد قصف طيران الجيش مقر قيادته في الفاشر، مع بروز روايات متباينة للأسباب وراء الواقعة الغريبة. تشويش بالقصف وأشار بيان للقوات المشتركة التابعة للجيش إلى تعرض الطائرة التي نفذت الغارة إلى «تشويش» أدى إلى قصف المقر بالخطأ، بينما ذهبت روايات أخرى إلى اتهام الجيش بقصف المقر عمدا بهدف «تحييد» مخازن الأسلحة التي كانت هدفا لقوات الدعم السريع، إلى جانب إحباط محاولة كان يقوم بها ضباط وجنود للفرار من المدينة. وعزا بيان منسوب لقيادة القوات المشتركة، التي تضم الجيش والحركات المسلحة المتحالفة معه، على منصة «إكس»، الحادثة إلى «تشويش» تعرضت له إحدى الطائرات التي نفذت عددا من الغارات الجوية على مدينة الفاشر. ووفقا للبيان، فإن رئاسة الفرقة تعرضت لضربة جوية راح ضحيتها عدد من الأفراد، بعد «الخطأ الذي حدث في أثناء تنفيذ الطيران ضربات جوية على مواقع لقوات الدعم السريع». وأوضح أن «القصف غير المقصود أدى إلى مقتل 5 أفراد برئاسة الفرقة السادسة وإصابة 9 آخرين»، إلا أن تقارير مستقلة قدرت عدد القتلى والمصابين بنحو 170، من بينهم ضباط كبار. الاستهداف العشوائي لكن في الجانب الآخر، وفي ظل الجدل الكبير الذي احتدم بعد مقتل مئات المدنيين بغارات جوية مكثفة خلال الأشهر الماضية، ظل الجيش السوداني ينفي الاستهداف العشوائي، ويؤكد دقة ومهنية ضرباته الجوية، ويقول إنها توجه فقط لمواقع الدعم السريع. وبعد تقدم قوات الدعم السريع نحو قيادة الفرقة، حذرت تدوينات أخرى الجيش من وقوع مخزون الأسلحة الضخم الموجود بالمقر في يد هذه القوات. ماذا يحدث؟ كثفت قوات الجيش من هجماتها الجوية على مدينة الفاشر تزامنا مع الأحداث التي شهدتها المدينة خلال الأيام الثلاثة الماضية، وسط غموض بشأن الموقف الميداني. وفي حين شنت قوات الدعم السريع هجوما مكثفا أدى إلى تقدمها في أكثر من محور، قصف طيران الجيش مواقع في المدينة، من بينها مقر قيادته، وطال القصف أيضا مناطق مدنية، مما أدى إلى مقتل عدد كبير من السكان. وقال «المرصد الوطني لحقوق الإنسان» إن القصف الجوي والمدفعي الذي نفذه طرفا القتال خلّف عشرات القتلى والجرحى خلال الأيام القليلة الماضية، بجانب دمار هائل في مساكن المواطنين وأضرار أخرى لحقت بمؤسسات صحية وخدمية. واتهم المرصد الطيران الحربي بقصف أحياء وسط مدينة الفاشر ومعسكري نيفاشا وزمزم للنازحين، مما أسفر عن مقتل أكثر من 40 مدنيا، وإصابة العشرات بجروح خطيرة. كما اتهم قوات الدعم السريع بقتل وإصابة العشرات أيضا بسبب القصف المدفعي الذي نفذته في تلك المناطق. صراع السودان: تفجر الصراع بين الجيش والدعم السريع في 15 أبريل من العام الماضي حصدت المعارك نحو 20 ألف قتيل تسببت في دمار واسع بالبنية التحتية أدت إلى خروج أكثر من ثلاثة أرباع المرافق الصحية عن الخدمة نزح أكثر من 10 ملايين شخص داخل السودان أو لجأوا إلى البلدان المجاورة منذ اندلاع الحرب