شاهدتُ في البرنامج الأمريكي الشهير (أميركان إيدول) مشهدا رائعا للغاية, أحد الفنانين المشاهير وبعض طاقم العمل قاموا برحلة خيرية إلى إفريقيا ورأوا هناك المعاناة بأعينهم وعاشوا آلام الناس ورأوا قسوة الحياة عليهم, أوعلى الأقل نقلوا هذه المأساة إلى الملايين. تبنوا علاج طفلة قد أخذ منها المرض مأخذا حتى إنك لا ترى إلا جلدا على عظم ، ابتسامتها غائبة, براءة طفولتها ذابلة , فأصبحت بعد أسبوعين ممتلئة طفولة ,وابتسامتها مشرقة ,وترقص في ثياب العافية على أغانيهم ويحملونها بأيديهم الحانية. ثم تأتي الرسالة من مقدم البرنامج: أعزائي المشاهدين هناك الآلاف من الأطفال يعانون ما عانت هذه الطفلة فلنتعاون لمساعدتهم ليعيشوا طفولتهم. عندها تساءلت هل حدث هذا المشهد في مجتمعنا العربي ؟ هنالك مئات من البرامج الفنية والشعرية التي تدر الملايين من الأرباح هل ساهم أصحايها في علاج معاناة أو نقل مأساة هل تبرعوا على الأقل بنسبة من مبالغ التصويت. لدينا في عالمنا العربي الكثير من الفنانين الجميلين الرائعين الذين أصبحوا نجوما يُنظر لهم, ويتفاخر الكثير بتقليدهم شكلا وملبسا وصوتا وشعرا, أنا لا أجردهم من الخيرية بل ربما منهم من يتبرع سرا , وله أعماله الخيرية الخاصة به, ولكن ما أجمل العمل جهرا فهو يجعل منك قدوة ويُري الناس جزءا منك يغفل البعض عنه بل من الناس من يجرّدك منه, فالفنان الحقيقي ليس من يعزف ويغني ويرسم فقط بل من يتجاوز ذلك ليدخل إلى قلوب الناس بلا استئذان ليكون قريبا من مجتمعه ملامسا لهمومه فيكون قدوة حسنة ومثالا يُحتذى. في نهاية هذا المقال دعوة لأن تكون هنالك أهداف ورسائل لدى الفنانين والمنتجين وأصحاب البرامج الأكثر جماهيرية دعوة لتجاوز التفكير في النفس وحصد الأرباح إلى جعل قضايا المجتمع ونقل همومه جزءا رئيسا من أهدافها.