دول مجموعة البريكس هي خمس دول تشكل قوة اقتصادية نامية وهذه الدول تنتمي لهذه المجموعة لأنها من الدول صاحبة النمو الاقتصادي السريع، التي استطاعت بفترة قصيرة من الزمن أن تحسن من اقتصادها بشكل كبير، وكان هذا المصطلح في عام 2001 عبارة عن BRIC حينما كانت المجموعة بدون جنوب أفريقيا، بعد ذلك انضمت جنوب أفريقيا إلى دول البريكس في عام 2010، وهذه الدول هي على التوالي لكل حرف من كلمة بريكس بالإنجليزي BRICS وهي البرازيل، روسيا، الهند، الصين، وجنوب أفريقيا. تسعى دول البريكس من أجل تعزيز السلام، والأمان والتطور والتنمية والتعاون فيما بينها، حيث تتوقع أنه بحلول عام 2050 سيكون اقتصاد هذه الدول الخمس هو المسيطر على الاقتصاد العالمي وتسعى هذه الدول أيضًا من أجل تحقيق السلام العالمي، والمساهمة في تحسين حقوق الإنسان، ومنح البشر في الدول الأقل تقدمًا حقوقهم التي يستحقونها مثل باقي الدول، ربما لن تصبح هذه البلدان ذات قوة سياسية كبيرة مثل الاتحاد الأوروبي ، لكنها سوف تشكل مع الوقت كتلة اقتصادية كبيرة، وهذا بالتأكيد سوف ينعكس بشكل إيجابي على مواقفها السياسية وعلى بلادها ككل من جميع النواحي، لأن القوة الاقتصادية تجلب معها قوة من نواح أخرى عديدة مثل القوة السياسية. تعمدت أن أذكر في مقدمة هذه المقالة عددا من معلومات الأساس عن مجموعة بريكس، فمن حيث أهمية الموضوع فنحن بحاجة ماسة إلى التعريف بالفكرة بإسهاب مناسب ومن ثم إعطاء الرأي المناسب حولها، فهذا التعريف الموجز يوضح لنا ما هي مجموعة بريكس، ومن هم أعضاؤها، حتى يتسنى لنا التطرق للدعوة المقدمة الى المملكة العربية السعودية وعدد خمس دول من الدول الإقليمية والعالمية وهم (مصر، الإمارات، إيران، الأرجنتين، إثيوبيا) للانضمام إلى مجموعة بريكس الاقتصادية بعضوية كاملة اعتبارًا من 2024، ليصل عدد أعضاء المجموعة الى 11 دولة. بهذه الدعوة تكون مملكتنا الحبيبة المملكة العربية السعودية صاحبة أولوية غير مسبوقة في حال انضمامها إلى بريكس، حيث ستصبح المملكة العربية السعودية في أهم التكتّلات الرئيسية في العالم، فهي الدولة الأولى في الشرق الأوسط التي تنتسب بعضوية كاملة في ثلاثة تكتّلات رئيسية في العالم وهي: «مجموعة العشرين» و«منظمة شنغهاي» و«بريكس»، وهذا بدون شك يوضح الأهمية الإستراتيجية التي يمتلكها وطني الغالي الحبيب على الصعيد الدولي، وإثبات مستمر إلى أن المملكة العربية السعودية هي اللاعب الأهم في الشرق الأوسط، لثقلها السياسي والجغرافي والإقتصادي إلى جانب تطورها المستمر على عدد من الأصعدة خلال الفترة الأخيرة وفق ما تضمنته رؤية المملكة 2030، وهو ما تطرق له سمو وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان والذي أشار إلى أن المملكة تمتلك اقتصادا واعدا من حيث موقعها الجغرافي الذي يربط بين 3 قارات، بالإضافة إلى المساحة والثروات الطبيعية والبشرية، إضافة إلى ما للممرات المائية المحاذية لها من دور في تيسير حركة التجارة العالمية، ودور المملكة الفاعل في مجموعة أوبك وكونها مصدرًا موثوقًا في الطاقة، وفي حقيقة الأمر أن ما تطرق له سمو وزير الخارجية يشير بوضوح إلى عدد من الأسباب التي تبين أهمية المملكة لكثير من التكتلات، إلى جانب الحضور السياسي القوي للمملكة العربية السعودية، فالثقل السياسي مؤشر أمان هام لأي تكتل. مجموعة بريكس التي طالما سمعنا عنها وتداولت المواقع المهتمة بالشأن السياسي والاقتصادي أخبارها بشكل متكرر ومستمر كيف كانت قد استمدت هذه الأهمية الكبرى بالرغم من أنها لا تضم سوى 5 دول أعضاء فقط، فنجد أن أهمية بريكس تعود إلى عدد من العوامل منها أنها تشكل %23 من الاقتصاد العالمي، وهي نسبة عالية جدًا قياسًا بعدد الأعضاء، كما تشكل %18 من التجارة العالمية وتنتج %30 من السلع عالميًا ، وتتحكم في %50 من احتياطي الذهب والعملات، وتنتج %40 من مصادر الطاقة العالمية، فحتى نستطيع قياس أهمية هذا التحالف اقتصاديًا وسياسيًا على المملكة فمن المهم جدًا العلم بهذه الأرقام والتفاصيل حتى يكتمل عقد الأهمية لكلا الطرفين بالنسبة للقارئ الكريم. ختامًا.. الجميل في دعوة مجموعة بيركس للسعودية بالانضمام لها ليس في أصل الدعوة فقط.. بل هو في ردة الفعل الرسمية الدالة على اتزان وثقل الدبلوماسية السعودية وردها على لسان سمو وزير الخارجية حين قال: «ننتظر تفاصيل الانضمام وسندرس الطلب».