تنطلق اليوم وغدا تصفيات قارة أوروبا المؤهلة إلى مونديال 2014 لكرة القدم في البرازيل بإقامة 24 مباراة، وذلك بعد حسم منتخب إسبانيا معركة البطولة القارية الأخيرة في بولندا وأوكرانيا على حساب وصيفته إيطاليا. ويتوقع أن تكون طريق المنتخبات الكبرى على غرار إسبانيا بطلة العالم 2010 وألمانيا المتألقة، سالكة نحو العرس العالمي بعد سنتين، إلا بحال حدوث مفاجآت كبرى. ولطالما كان أحد المنتخبات المميزة يفشل باجتياز عقبة التصفيات مثلما حدث مع روسيا عام 2010، وقبلها اليونان عندما حلت رابعة في مجموعتها بعد تتويجها بلقب كأس أوروبا، وأيضا هولندا في مونديال 2002. واللافت أن المدرب المسؤول عن فشل البرتقالي بالتأهل إلى المونديال الآسيوي في كوريا الجنوبية واليابان كان لويس فان غال العائد لاستلام المهمة خلفا لبيرت فان مارفيك، إثر الفشل الذريع في كأس أوروبا 2012 (خرجت من الدور الأول بثلاث هزائم). واستهل فان غال عودته إلى عرين هولندا بفوز 4/2 على بلجيكا وديا الشهر الماضي، ويبدأ حملته في المجموعة الرابعة بمواجهة صعبة على أرضه في أمستردام أمام تركيا. وفي ظل تأهل متصدر كل من المجموعات ال9 إلى النهائيات، وخوض أفضل 8 منتخبات تحتل المركز الثاني الملحق المؤهل، يدرك فان غال جيدا أن الفارق بين النجاح والفشل قد يكون بسيطا للغاية. تضم المجموعة الرابعة أيضا منتخبات المجر ورومانيا وأستونيا واندورا. وفي المجموعة التاسعة التي تضم 5 منتخبات فقط، يدرك مدرب فرنسا الجديد ديدييه ديشان الذي حل بدلا من لوران بلان، صعوبة الموقف أمام إسبانيا حاملة اللقب وبطلة أوروبا 2008 و2012، حيث ستكون أولى مواجهات الزرق خارج قواعدهم على الأراضي الفنلندية في هلسنكي، فيما ترتاح "لا روخا" في الجولة الأولى. من جهتها، تملك إسبانيا جرعة هائلة من الثقة بعد تتويجها في البطولات الكبرى الثلاث الأخيرة التي خاضتها وهي تستهل حملتها على أرض جورجيا الثلاثاء المقبل. وتأمل ألمانيا حاملة اللقب 3 مرات أن تنسى هزيمتها المفاجئة في نصف نهائي كأس أوروبا أمام إيطاليا، عندما تستهل مشوارها في المجموعة الثالثة أمام ضيفتها جزر فارو المتواضعة. ورغم أن المجموعة تضم السويد إلا أن ألمانيا مرشحة قوية لخطف بطاقة التأهل المباشرة، في ظل وجود أيرلندا والنمسا وكازاخستان. في المقابل، تريد إيطاليا البناء على ما حققته في الكأس القارية، عندما استعادت سمعتها الكروية المفقودة في ظل فضائح التلاعب بالمباريات. ووقعت إيطاليا في مجموعة صعبة تضم تشيكيا التي بلغت ربع نهائي كأس أوروبا والدنمرك وبلغاريا، بالإضافة إلى أرمينيا ومالطا. وفي باقي المجموعات، يبرز الصراع بين البرتغال وروسيا على المجموعة السادسة، وتأمل البوسنة والهرسك في التأهل لأول مرة إلى بطولة كبرى، إذ وقعت في مجموعة سهلة تضم اليونان وسلوفاكيا وليتوانيا ولاتفيا. وبعد أكثر من عقد من الفشل، تريد بلجيكا كسر حاجز التصفيات للعودة إلى الساحة العالمية، وهي وقعت في مجموعة أولى تضم كرواتيا وصربيا وأسكتلندا ومقدونيا وويلز.