في أول يوم من استكمال إجراءات تعيينهم كمعلّمين، فقد 6 شبّان حياتهم، وأصيب 5 من زملائهم وسائقهم، في حادث مروري واحد، وقع آخر نهار أول من أمس الثلاثاء على طريق النعيرية الجبيل. ومنذ وقوع الحادث حتى مساء أمس، تأكدت وفاة المعلمين: جاسم محمد الشيخ "24 سنة"، ناصر منصور الناصر"25 سنة"، علي سعيد الموسى "24 سنة"، حسن خلف آل مبارك "25 سنة"، حسين عبد الرحمن الخميس"25 سنة"، علي المخلوق "26 سنة"، فيما أصيب السائق رضي الصغير، والمعلمون: عبدالله المعلم، أحمد الهاشم "26 سنة"، وافي مطر، علي آل محيميد، محمد علي الحداد. وتوزّعت المأساة على خمس بلدات في محافظة القطيف هي: التوبي والخويلدية والأوجام والجش وسيهات وتاروت، إضافة إلى القطيفالمدينة. لا حصيلة نهائية الحصيلة النهائية للحادث لم تتضح بعد، فقد ذكرت مصادر طبية ل "الوطن" أن حالة المعلم أحمد الهاشم الذي يرقد في العناية المركزة بمستشفى القطيف المركزي "حرجة جداً". وقال مدير العلاقات العامة والإعلام بالمستشفى عبد الرؤوف الجشي إن إصابة الهاشم متركزة في "كسور في الحوض وإصابة في الرأس". وقالت مصادر عائلية إن زيارته محصورة في والديه حتى الآن. وفي مستشفى الجبيل العام سرد المعلم المصاب محمد علي الحداد بعض تفاصيل رحلة "يوم التعيين" ل "الوطن" وقال إنه وزملاءه غادروا محافظة القطيف، أول من أمس، متجهين إلى محافظة حفر الباطن لإنهاء إجراءات تعيينهم كمعلمين في مدارس المحافظة، باعتبارهم من المشمولين بقرار التعيين الذي صدر قبل أيام. وأضاف الحداد أنهم أنهوا الإجراءات وقرروا العودة إلى القطيف، بحيث يباشرون العمل رسمياً في بداية العام الدراسي المقبل. وقال "في طريق العودة توقفنا في محافظة النعيرية لأداء الصلاة وأخذ قسط من الراحة وتغيير إطارات الحافلة قبل استئناف الرحلة". وأضاف "كنا في فرحة عارمة بعد التعيين الذي كان بعضنا ينتظره منذ أربع سنوات، حيث تخرج بعضنا عام 1427ه، ورغم بعد المسافة بين القطيفوحفر الباطن تقبلنا الوضع". وفي الطريق "كنا نتحدث عن الرواتب وعن الزواج، خاصة أن بعضنا قد أتم خطوبته.. وكان هذا آخر حديث أتذكره قبل الحادث". ولا يتذكر الحداد كيف وقع الحادث، لكنه قال إنه أفاق على صوت صراخ رفاقه، وأصوات مواطنين يستخدمون هواتفهم المحمولة لطلب النجدة. كما يتذكر أنه نُقل من قبل الهلال الأحمر إلى مستشفى المانع العام بالجبيل الصناعية. وفي الغرفة في مستشفى الجبيل المقابلة للمصاب الحداد يرقد المصاب رضي الصغير "سائق الحافلة " الذي رفض الأطباء أن نتحدث معه بسبب إصابته بصدمة عصبية حادة وانهيار عصبي. وقال الناطق الإعلامي بمرور المنطقة الشرقية المقدم علي الزهراني، ل "الوطن" إن التحقيقات الأولية تشير إلى أن الحادث وقع بسبب انفجار أحد إطاريْ ال "ميكرو باص" الخلفيين، حيث فقد السائق السيطرة على المركبة التي انقلبت في عرض الطريق. من جهة أخرى قال شهود عيان ل "الوطن" إن بعض المصابين كانوا محتجزين في المركبة بعد انقلابها، وقد هرعت 6 فرق إسعاف من الهلال الأحمر في الجبيل والدمام والجبيل ورأس تنورة إضافة إلى فرقتين من الهيئة الملكية بالجبيل لنقل الموتى والمصابين، وقد توفي اثنان في موقع الحادث، فيما توفي ثلاثة آخرون في المستشفى يوم الحادث، أما السادس فقد توفي في وقت متأخر من ليل الثلاثاء ودفن صباح أمس. وقال شهود العيان إن مسافرين شاركوا بسياراتهم الخاصة في نقل مصابين إلى مستشفيات قريبة، حيث توزّعوا على الجبيل والنعيرية والقطيف. معلمون معيّنون ومن جهة موازية أكد مدير الإعلام التربوي بإدارة التربية والتعليم بمحافظة حفر الباطن زبن الشمري أن الضحايا "هم من ضمن المعينين الجدد وقد قدموا أوراقهم إلى شؤون المعلمين بإدارته" تمهيداً ل "توجيههم إلى مدارسهم بعد العطلة الصيفية". وقال الشمري إن إدارة التعليم بحفرالباطن وبتوجيه من مديرها عائض الرحيلي وجهت قسم العلاقات العامة للاتصال بإدارة التربية والتعليم بالشرقية للتواصل مع أسر المعلمين المتوفين والاطمئنان على المصابين. تشييع وشيعت بلدة الأوجام فقيدها حسن آل مبارك مساء أول من أمس، بينما شيعت القطيف علي حسن المخلوق صباح أمس، و شيعت بلدة الجش حسين الخميس فجراً. وعصر اليوم نفسه؛ شيعت بلدة التوبي جاسم الشيخ وعلي الموسى، في مشهد جنائزيّ مؤثر حضرته "الوطن"، بكامل تفاصيله. من جهته، قدم مدير مستشفى القطيف المركزي كامل العباد التعازي لأهالي المتوفين في "الحادث البشع" حسب وصفه، وقال: أدعو السائقين إلى الحذر ولا سيما في الطرق السريعة، فقد تزايدت معدلات الحوادث التي تصل للمستشفى في الفترة الأخيرة، وهذا مؤلم جداً ويشعرنا بالأسى، مضيفاً : على السائقين توخي الحذر أثناء القيادة لتفادي أخطاء الآخرين أو حدوث أي طارئ للسيارة لا سمح الله.