أبدعت اللغة العربية بمختلف أشكالها وأساليبها وفصاحتها الشفهية والمكتوبة، فكانت ذات أثر كبير على تقدم الحضارات وتطورها، لامتلاكها الكثير من الفنون الشعرية والخطيّة والنثرية. كما تعد ركنا أصيلا في التنوع الثقافي البشري، وهي إحدى اللغات الأكثر انتشارا واستخداما، لأنها تعد اللغة الأم للوطن العربي، وسادس اللغات حسب نظرية الأممالمتحدة، وتمتلك عددا ضخما ممن يتحدثون بها. كما أنها الركيزة الأساسية والمشتركة على مر العصور، وهي جسر الوصل بين العالم على الصعيد الثقافي والعلمي والأدبي، عطفا على أنها لغة القرآن الكريم، واللغة الأولى في الإسلام، فلا تصح عبادة أو صلاة دون القراءة باللغة العربية. كما يحتل مستخدمو اللغة العربية المركز الرابع كأكبر مجموعة لغوية من مستخدمي الإنترنت، إلا أن ذلك لا يترجم إلى محتوى إلكتروني عربي بجودة عالية، على الرغم من أنها تحمل الكثير من الفصاحة والترادف والمفردات الوفيرة، وتتميز أيضا بعلم العروض والثبات والتخفيف. كما لها التأثير الكبير في شخصية الإنسان، فكلما تعلم الفرد قواعد اللغة، من نحو وصرف، زادت شخصيته رقيا وحضارة وسموا. ولكن يبقى السؤال: هل ستتمكن اللغة العربية من مواكبة التطورات التي تطرأ في العصر الرقمي؟، نظرا لاعتماد التكنولوجيا الحديثة في تطبيقاتها وبرامجها على اللغة الإنجليزية، مما جعلها تتراجع، فضلا على أنها بدأت تنفصل تدريجيا عن احتياجاتنا اليومية والعملية بسبب تأثير العديد من اللغات في اللسان العربي. ونظير كل تلك الأسباب، تأتي أسباب أخرى في المقدمة تحد من الثقافات العربية الأصيلة، وهي قلة الاهتمام في مجالات البحث العلمي باللغة العربية، وبناء فضاء رقمي إلكتروني يعتمد كليا على الأرقام الآتينية. كل ذلك أسهم في تراجع التعليم العربي، نظرا لوجود لغات أخرى حدت من استخدام اللغة العربية، بالإضافة إلى حرص القطاعات التشغيلية على تمكن الموظفين من إجادة اللغة الإنجليزية. لكن على الرغم من تلك الصعاب، وقوة اللغات الأخرى، التي تقف في وجه الفصاحة، فإن اللغة العربية تمكنت من الازدهار والتطور، وأصبحت ركنا من أركان لغات العالم الأساسية والمهمة. ففي 2021، احتفت الأممالمتحدة باللغة العربية بمناسبة يومها العالمي، الذي يوافق 18 ديسمبر من كل سنة ميلادية.