إذا كانت «فيسبوك» جعلت «ميتافيرس» أولويتها الإستراتيجية، فإن هذا العالم الموازي فتح شهية الكثير من الجهات الأخرى، كشركات ألعاب الفيديو من مثل «روبلوكس» و«فورتنايت»، وعدد من المؤسسات الناشئة المتخصصة، ولكن هل سيتسع المجال للجميع؟ ويشكل عالم «ميتافيرس» ما يشبه نسخة رقمية عن عالمنا المحسوس يمكن الوصول إليها عبر الإنترنت. وبفضل الواقع الافتراضي والواقع المعزز بشكل خاص، من المفترض أن يتيح هذا العالم الموازي زيادة التفاعلات البشرية بدرجة كبيرة من خلال تحريرها من القيود المادية. وقال الشريك المسؤول عن الإعلام في شركة «بيرنغ بوينت» نيكولاس ريفيت لوكالة فرانس برس «ثمة احتمال كبير أن يكون لدينا عوالم «ميتافيرس» عدة مع الكثير من التجارب الانغماسية المتاحة في مواضع عدة». منافسة محتدمة تهدف مجموعة مارك زاكربرغ، الذي غيّر اسمها أخيرًا إلى «ميتا»، إلى ترسيخ مكانتها كمنشئ لمساحة رقمية عالمية معيارية، مثل متجر التطبيقات من «آبل» أو محرك بحث قوقل. لتحقيق ذلك، تعتزم فيسبوك استثمار عشرات مليارات الدولارات سنويًا وتوظيف عشرة آلاف شخص في غضون خمس سنوات في أوروبا. لكن المجموعات العملاقة الأخرى لا تنوي البقاء على الهامش، ومن بينها على سبيل المثال «مايكروسوفت» مع «ميتافيرس الشركات». وفي مجال الأعمال نفسه، أطلقت «نفيديا» الرائدة في مجال صناعة المعالجات، منصتها «أومنيفرس» التي ترمي للسماح لفرق تصميم دولية بالأبعاد الثلاثية تعمل على مجموعات برمجيات عدة «بالتعاون في الوقت الفعلي في مساحة افتراضية مشتركة». ألعاب فيديو وحفلات أصبحت «روبلوكس» أو «ماينكرافت» أو «فورتنايت» أكثر من مجرد ألعاب فيديو مجانية على الإنترنت، خصوصًا منذ بدء جائحة كوفيد-19 إذ تحوّلت لمنصات ترفيه تمكّن اللاعبين أن يعيشوا حياة اجتماعية موازية. وأشارت شركة «إبيك غايمز» المطورة للعبة «فورتنايت» إلى أن جزءًا من مبلغ مليار دولار تم جمعه هذا العام من المستثمرين سيخصص لتطوير هذا المجال الجديد.