وقّعت أرامكو السعودية مع مستثمرين وطنيين وعالميين 5 مذكرات تفاهم تشمل استثمارات محتملة في مجالات تصنيع الهيدروجين الأخضر، وخدمات الطاقة الخضراء، وتصنيع مواد البناء اللامعدنية المتقدمة، والتقنيات الرقمية في المجالات الصناعية، وذلك بالتزامن مع منتدى مبادرة مستقبل الاستثمار في نسخته الخامسة التي أنطلقت اليوم في العاصمة السعودية الرياض، تحت عنوان "الاستثمار في الانسانية"، وسط حشد كبير للقادة والمستثمرين الذين اجتمعوا في الرياض، من المملكة ومختلف أرجاء العالم، لمناقشة مستقبل التحديات الاقتصادية والمالية والاستثمارية والمناخية الكبرى التي تواجه العالم. وذلك دعمًا لتوجهاتها العالمية في خفض الانبعاثات الكربونية والوصول للحياد الصفري والاقتصاد الأخضر ودفع عجلة الابتكار وتشجيع الاستثمار في القطاع الخاص، وتعزيزًا لتوجهات المملكة في قيادة الحقبة الخضراء في المنطقة، وتأتي المبادرات الاستثمارية في أرامكو السعودية متوافقة مع ما أعلنه ولي العهد الأمير محمد بن سلمان أمام منتدى السعودية الخضراء ومبادرة الشرق الأوسط الأخضر، وبالتحديد إطلاق الحزمة الأولى من المبادرات النوعية في المملكة لتكون خريطة طريق لحماية البيئة ومواجهة تحديات التغيّر المناخي، وعلى رأسها مبادرة تخفيض الانبعاثات الكربونية ورفع نسبة المناطق المحمية والخضراء، وصولاً إلى الهدف الأكبر وهو تحقيق المملكة الحياد الصفري. من جهته، قال رئيس أرامكو السعودية وكبير إدارييها التنفيذيين، المهندس أمين حسن الناصر: "نحن سعداء بالمشاركة في منتدى مستقبل الاستثمار حيث نحتفي بالعام الخامس منذ اطلاقه، وقد نجح المنتدى بشكل لافت في تناول أهم المواضيع التي تؤثر على ازدهار المجتمعات حول العالم. وقد التقينا بالكثير من شركائنا التجاريين، ولمسنا قدر الحماس والروح الإيجابية، والعالم يعود لوضعه الطبيعي بعد انقطاع نحو عامين متأثرًا بتداعيات جائحة فيروس كورونا. ولا شك أن موضوع المنتدى هذا العام وهو الاستثمار في الإنسانية وحماية البيئة والمناخ، يشكّل أولوية وطنية وعالمية خاصة لأجيال الحاضر والمستقبل، لهذا أعلنّا في أرامكو السعودية قبل ثلاثة أيام عن طموح تحقيق الحياد الصفري بحلول 2050، وندرك أن هذه نقلة نوعية تواجهها تحدّيات واسعة، لكننا متحمسون جدًا لرحلة الوصول للحياد الصفري خلال أقل من 30 سنة، بإذن الله، وسنواصل الاستثمار في التقنيات والمشاريع التي تعزّز موقع الشركة القيادي وتمكين منظومة القدرات بالمملكة في الحقبة الخضراء، وتسريع وتيرة التحوّل للطاقة منخفضة الكربون. وأضاف الناصر، أن قطاع الطاقة العالمي يواجه تحديًا يتمثل في نقص الاستثمار في الموارد التقليدية، وهذا يؤثر على قدرة العالم على الازدهار، وهناك حاجة لتحقيق توازن أكبر وبشكل أكثر تنظيمًا وأكثر عدالة وشمولية على النطاق العالمي في رحلة تحوّلات الطاقة نحو الحياد الصفري، بحيث لا يتم إغفال حاجات الكثير من المجتمعات في آسيا وأفريقيا، والعديد من دول العالم، ولأن أرامكو السعودية طرف جوهري في توجّه المملكة المستقبلي، فلن نتوقف عن طموح الاستثمار لتعزيز موقعنا الريادي بين شركات الطاقة العالمية، في خفض الانبعاثات الكربونية، ليس فقط عبر الاستثمار في المصادر المتجددة، ولكن أيضًا في ابتكار فرص وتقنيات واستخدامات مستحدثة لتحسين الأداء المناخي لموارد النفط والغاز. وقال رئيس أرامكو السعودية وكبير إدارييها التنفيذيين: "جئنا إلى مبادرة الاستثمار للإسهام في القطاعات الناشئة من الصناعات والخدمات الداعمة لإنتاج الطاقة النظيفة، خاصة وأن وزارة الطاقة، بقيادة الأمير عبدالعزيز بن سلمان، حريصة على تنمية بيئة تزدهر فيها الصناعات والخدمات الداعمة لانتاج الطاقة منخفظة الكربون، ولدينا بالفعل خطط عملاقة تعلن لاحقًا لتطوير حقل الغاز العملاق في الجافورة، وهو المشروع الذي من المتوقع أن يلعب دورًا مهمًا في توسيع أعمال الشركة في مجال الغاز". ولتحقيق هذا الطموح وقّعت أرامكو السعودية مذكرة تفاهم مع المجموعة الحديثة للاستثمار الصناعي القابضة وشركة إنتركونتينينتال إنيرجي - لتطوير تقنيات الهيدروجين الأخضر، والأمونيا في المملكة. ومذكرتا تفاهم مع كل من شركة ساوث بول كاربون أسيت مانجيمنت ليمتد و مؤسسة يوسف عبدالرحمن الضبيان الزراعية- لتقييم جدوى إنشاء شركة خدمات خضراء وطنية لابتكار وتطوير حلول طبيعية (بما فيها زراعة أعداد كبيرة من الأشجار على نطاق واسع) تهدف إلى الحد من انبعاثات الغازات المسببة لظاهرة الاحتباس الحراري. ومذكرة تفاهم مع شركة بي إف جي - للتركيز على توطين قطاع تصنيع مواد البناء اللامعدنية المتقدمة في قطاع الانشاءات والتعاون في قطاع البحوث والتطوير. وهذا الاستثمار المحتمل يدعم توجه استخدام النفط خارج مجال الوقود. إضافة إلى مذكرة تفاهم مع شركة إيه بي بي العالمية - لبحث إمكانية توطين التقنيات الرقمية في مجالات القياس، ونظام التشغيل الآلي للعمليات الصناعية وفي قطاع الطاقة، بما في ذلك التدريب وتطوير القدرات المحلية. ومن المتوقع أن تكمل مذكرات التفاهم الاستثمارات الرقمية والصناعية والبيئية التي أعلنت عنها الشركة في برنامج "نماءات أرامكو"، إضافة إلى أنه من المتوقع أن يتم الإعلان في المستقبل عن معلومات إضافية تتعلق ببرنامج الغاز غير التقليدي في الجافورة".