في البداية نستذكر قول الحسن البصري رحمه الله «تواصلوا مع أصحابكم فالصاحب الوفيّ مصباح مضيء». والأصحاب والصحبة بشكل عام لها معان سامية وكثيرة، ولكنني أود أن أختصرها لضيق المساحة في الكتابة لكي يتسع المجال للجميع في هذه الكلمات والعبارات، وهي أن الصحبة مثل الحياة الحقيقية، مصدر السعادة لتلك الحياة، كما أنها تضيف لها لذة مميزة، ومن هذا المنطلق أود أن أشكر الصحافة بشكل عام والصحف بشكل خاص، والتي عرفتني على صحبة دامت خمس سنوات، أعرفهم من خلال كتاباتهم الصحافية فقط، وننغمس في ثقافة تلك الكتابة وفي محتواها حيث أنا أتواجد في أرض القصيم الخضراء، وهم يتواجدون في العاصمة الحبيبة الرياض، رياض الخير، ويجمعنا الجوال في كلمة (الو) فقط. ونتناقش ساعات طوال في الهاتف عن هموم الصحافة وعن حلوها ومرها، وإنها بالفعل هي مهنة المتاعب. وبعد أن انقضت تلك السنوات الخمس جمعني الله بتلك الصحبة الإعلامية الصحافية من غير ميعاد، وحيث إنها دامت خمس سنوات لم نلتق قط ولو دقائق. وفي يوم جميل جمعني الله بزميلين من زملاء المهنة والأصدقاء وهما الصحافي والإعلامي عبدالله العنزي من قناة 24 وصحيفة سبق الإلكترونية، والإعلامي محمد جمعان الغامدي من قناة المرقاب الفضائية، زميلين عزيزين جمعتني بهما هموم الصحافة، وجعلت منا أصدقاء على مدى خمس سنوات مع الأخ عبدالله العنزي، والذي وأخيراً تشرفت بزيارته وبرفقته الغامدي، حيث جلسنا نتسامر دقائق في منزلي ببريدة، ثم عدنا إلى ممارسة عملنا الإعلامي بكل شغف، وانطلقنا إلى محافظة البكيرية لمهرجان الرمان الجميل، والذي فيه خرج الجميع بمواد صحافية رائعة، نظراً لجماله وقيمته السوقية. كانت ساعات جميلة ولكنها انقضت في لحظات سريعة، وهنا بالفعل اقتنعت بأن اللحظات السعيدة في حياة الإنسان تمر بسرعة كالبرق، وأن الأيام الجميلة تشبه النجوم التي نكاد نستمتع برؤيتها حتى تختفي مع خيوط الفجر الأولى. فكم نشعر بالسرور عندما تتحفنا الأيام بأوقات سعيدة ننعم فيها، وقد جربت ذلك مع الزملاء الذين أتحفوني بزيارتهم، وقد كان بصحبتهم الرجل الطيب عبدالرحمن العطالله، وأقول لهم جميعا (ردوا الزيارة) فالقصيم بكم تسعد يا أصحابي وزملاء المهنة.. وإني لشوقكم لمنتظر.