هذه المرة وبإصرار سألجُ من باب التكرار.. سأتحدث عن صرحٍ طبي عاش متفردا في مسلسل المعاناة، فلم يسلم يوما من الضغط المهول، ولا ذلك الانتقاص غير المعقول. عيبُ وقدح يصل إلى حد الذبح حتى دون خطأ أو تقصير.. ورغم ذلك وفي كل حالاته كان مطلوب منه أن يقدم الخدمة دون أدنى تأخير أو تقصير.. وأي خدمه تلك التي تطلب منه؟! خدمة يُمنع معها أي تأخير أو خلل أو تقصير! وإلا فالويل والثبور والتهديد بعظائم الأمور.. يريدونها خدمة متكاملة (VIP) وإلا ويلٌ ثم ويلٌ ثم ويل. المتربصون كثر.. أولئك الذين لا يرون من الكوب إلا جزءه الفارغ، أولئك الذين يتصيدون الأخطاء التي مهما صغرت تكون أثقل من جبل أحد عندهم! أولئك الذين لا يدركون أو يفهمون أن الخوف والرهبة والضغط تكفي لتوليد الأخطاء، وأن عدم الثقة والاستقرار يضاعف منها، ومن تلك الأضرار. لذلك وسواه.. سأعيد الطرح عن ذلك الصرح، الذي كان وما زال يئن تحت وطأة الضغط، ويعيش ويلات العيب والانتقاص التي ظل ينوء بها وبتبعاتها، ويتجرع في ذلك كؤوس الأسى والحرمان حتى من أبسط حقوقه وأقل درجات الإنصاف. نصف قرن أو تزيد وما زال ذلك الصرح الطبي يواصل تقديم الخدمة دون كلل أو ملل، ورغم تميز المخرجات والجهود التي تبذل، وارتفاع المردود وتميز المؤشرات، ورغم توافر الكفاءات المميزة التي يتفرد فيها أو تلك المبدعة التي يزخر بها، وحتى تلك التي يشار إليها بالبنان وتطلب بالاسم، وتلك المهاجرة التي حطت رحالها في سواه، وغالبا ما تضع بصمة التميز أينما حلت أو ارتحلت، وبشكل يدعو للعجب وبعض الأسى! فرغم كل ذلك ظل هذا المستشفى يعاني، حتى وهو يقطع أشواطاً في دروب التقدم والتميز وتحسين مستوى الخدمة، وحتى وهو يطرق باب الجودة، ويتجاوزها باقتدار. بخس وقدح وموجات من التذمر والسٌخط تنهال عليه من كل حدب وصوب، وكأنما وسم بها أو خلقت له! أبدا لم يشفع له ما عاشه أو يعيشه تحت وطأة الضغط، ولا كل التميز والتقدم الذي حازه أو تفرد به.. كل ذلك وتلك السنون لم تنفع أو تشفع له، فظل يعاني، واستمر حمالا لكل أسية. مستشفى صبيا العام وما سواه مأكول مذموم! حتى وهو في أفضل حالاته لا يسلم ولا ينصف.. لقد كان وما زال يئن ويصرخ.. إني اُقهر.. اُقهر.. فهل من عدلٍ أو إنصافٍ يرجى أن يظهر، أما نحن فشهادتنا فيه مجروحة، وأما أنتم فالأمل فيكم أيها الفضلاء. سأسوق لكم هنا بعض الأرقام فهي أصدق لغة وأبلغ رد.. أرقام لعمري إنها تقطع قول كل خطيب.. وتذكروا معها فقط أنه مستشفى وليس مجمع مدارس أو سوق أو إستاد رياضي، ففي عام: 2019م فقط استقبل هذا المستشفى (248906) حالة، وفي العام ذاته أيضا بلغ عدد الحالات المنومة (9122) مريضا، وأجريت فيه أيضا (4624)عملية، وأما حالات الولادة فبلغت (2769) حالة، وركزوا معي على تلك الأرقام، وتخيلوا أنها في عام واحد وفي مستشفى سعته السريرية (150) سريرا، ليأتي احتلال المستشفى مؤخرا للمركز الثاني على مستوى المنطقة في عدد العمليات التي أجريت كبرهان لا يقبل التشكيك فلم يتجاوزه في ذلك أي مستشفى، إذا ما علمنا أن المستشفى صاحب الترتيب الأول عدد أسرته 500 سرير وب338 عملية، في حين حقق مستشفى صبيا العام (245) عملية ذي ال50 سريرا، وفي العام ذاته تقريبا حقق قسم الأشعة المركز الأول على مستوى المملكة. بعد كل ذلك هل من سبيل إلى قليلُ من الإنصاف والتقدير يحفز ويدفع نحو بذل المزيد.. شهادتنا فيه مجروحة، أما أنتم فالأمل معقود بنواصيكم أيها الفضلاء.