تخيل أنك دخلت أحد المحلات ثم وجدت صورة لهوية أحد الأشخاص ملقاة على الأرض، ثم دخلت محلاً آخر فوجدت أيضا نسخة من هوية الشخص نفسه، ثم انتقلت لمحل ثالث ورابع ووجدت البيانات نفسها، ستسأل نفسك عن أي إهمال لدى هذا الشخص ليترك بياناته بهذا الشكل. هل فكرت ماذا يحدث لبياناتك الشخصية عندما تهجر أحد التطبيقات أو المواقع؟ هل يمسحها الموقع أو يحتفظ بها؟ هناك مواقع وخدمات نتوقف عن استخدمها كل يوم، ولا يوجد جواب واضح حول ما يحدث لبياناتنا الشخصية، وخصوصا أننا لسنا متأكدين من حجم وطبيعة البيانات التي تعرفها هذه الموقع عنا، والحال أننا قريبين من مثال الشخص الذي يترك بياناته في كل مكان. خلال الفترة الماضية أعلن أحد المواقع عن تسريب بيانات مستخدمي شبكة فيسبوك والحصول على سجلات أكثر من نصف مليار مستخدم، وحاول أحد الأشخاص عرضها للبيع، الملفت للنظر في الموضوع أن عدد السجلات المسربة لمستخدمين في السعودية بلغ أكثر من 28 مليون سجل، وإذا كانت الإحصاءات تقدرعدد المستخدمين النشطين لفيسبوك العام الماضي قرابة 15 مليون مستخدم، وإذا أخذنا في الحسبان أن نسبة قليلة من المستخدمين قد يكون لديه أكثر من حساب، ألا يترك لنا ذلك خيارا الآن الافتراض أن الفارق هو لمستخدمين هجروا الفيسبوك من فترة لكن معلوماتهم بقيت موجودة، وقد تم تسريب بيناتهم الآن. قد يكون الحل الأمثل لهذه المشكلة أن تطلب الوصول للبيانات الشخصية التي تم جمعها عنك (ٍSubject Access Request)، وغالب الموقع العالمية تقدم هذه الخدمة، حيث يمكنك اللاطلاع على ماذا يعرف الموقع عنك، ثم تطلب إلغاء الخدمة رسميا إذا لم تكن تحتاجها عن طريق اختيار هذا الخيار إذا كان متاحاً، أو إرسال إيميل رسمي لهم، بعد ذلك غالبية المواقع العالمية – الملزمة بقانون الخصوصية الأوروبي- ستمسح بياناتك. ينبغي تكوين هذه العادة الجديدة وعدم هجر البيانات الشخصية وإهمالها، ولا تكن أنت الشخص الذي يترك نسخة من بياناته في كل مكان يذهب إليه وكل خدمة يجربها.