حذرت منظمة التحرير الفلسطينية من أن يقود التلاعب الإسرائيلي بالمقدسات في القدسالمحتلة إلى تفجير صراع ديني شامل في المنطقة. وندد عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير أحمد مجدلاني أمس، بتصريحات المستشار القانوني للحكومة الإسرائيلية يهودا فاينشتاين بأن المسجد الأقصى "جزء لا يتجزأ من أراضي إسرائيل". واعتبر هذه التصريحات "استفزازية خاصة في هذا التوقيت الذي تجري خلاله عمليات تهويد واسعة لمدينة القدس ومصادرة تاريخها وتراثها الديني والحضاري والإنساني". واتهم مجدلاني الحكومة الإسرائيلية بإعداد خطط عملية للاستيلاء على الأماكن المقدسة "بذرائع واهية والزعم أنها تعود للديانة اليهودية". وقال إن مثل هذا الأمر "سيأخذ بعدا دينيا من شأنه أن يتسبب في تأجيج المشاعر الدينية ليس فقط للفلسطينيين، إنما كذلك للعرب والمسلمين". وأضاف أن المضي بمثل هذه الإجراءات "سيثير إشكالات تتصل بالوضع القانوني للاحتلال والإجراءات التي يتخذها بتهويد القدس باعتبارها منافية لاتفاقية جنيف الرابعة". من جهتها، حذرت الهيئة الإسلامية المسيحية لنصرة القدس والمقدسات، من تداعيات تصريحات فاينشتاين، معتبرة أنها "تعطي لإسرائيل مطلق الحرية والتصرف في الحرم القدسي وبما يلائم مخططاتها التهويدية من عمليات هدم، وتدمير وتغيير للمعالم، بما يلائم تحقيق هدفها المنشود بإقامة الهيكل المزعوم، على أنقاض المسجد الأقصى المبارك". كما اعتبرت الأوقاف الاسلامية بالقدس ادعاءات فاينشتاين "استفزازا للمسلمين ومحاولة لفرض واقع جديد في المسجد". وقال مديرها الشيخ عزام الخطيب ل "الوطن"إن "المسجد الأقصى بكل مرافقه وساحاته وأبنيته وقبابه على مساحة 144 دونما هو مسجد إسلامي ملك للمسلمين في العالم كافة، وهو مسرى رسول الله صلى الله عليه وسلم وبالتالي فإن ما قاله المسؤول الإسرائيلي هو كلام مرفوض بكل حال من الأحوال". وفي السياق، أكد الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي أكمل الدين إحسان أوغلي أن الأمة الإسلامية لن تقبل المساس بالمسجد الأقصى، وأن الاعتداء عليه يمثل اعتداءً على واحد من أهم مقدسات المسلمين. ودان أوغلي الادعاءات الإسرائيلية، داعيا سفراء الدول الإسلامية باليونسكو إلى التحرك لوقف اعتداءات إسرائيل على الأماكن الدينية والتراثية في مدينة القدسالمحتلة. وعلى صعيد التطورات السياسية في إسرائيل، انسحب حزب كديما أمس من الحكومة الإسرائيلية إثر خلاف على تجنيد اليهود المتشددين في الجيش، في خطوة من المرجح أن تؤدي إلى انهيار الحكومة. وقال عضو الحزب يوائيل حسون "تم أخيرا التوصل إلى قرار بأغلبية واضحة. أخيرا تركنا هذه الحكومة". وانضم حزب كديما قبل شهرين إلى الحكومة التي يتزعمها رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وأعلن أن هدفه هو الإعفاء الشامل من الخدمة العسكرية لطلاب المدارس الدينية. من جهة أخرى، أكد مسؤولون إسرائيليون أن وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون تضغط على إسرائيل لحملها على تقديم حزمة جديدة من الحوافز لرئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس لكي يعود لطاولة المفاوضات. وأضاف المسؤولون أن كلينتون تناشد إسرائيل السماح بنقل أسلحة خفيفة للسلطة والإفراج عن سجناء فلسطينيين لإطلاق عملية السلام. وتابعوا أن الأمريكيين يخشون أن تضعف حالة الجمود في عملية السلام، الرئيس محمود عباس، وتضر بقدرته على حكم الضفة الغربية. وكانت كلينتون التقت رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه إيهود باراك أول من أمس، إضافة إلى الرئيس الإسرائيلي شيمون بيريز ووزير الخارجية أفيجدور ليبرمان. وقاطع صحفيون فلسطينيون المؤتمر الصحفي لكلينتون بعد محاولة الأمن الإسرائيلي إخضاعهم للتفتيش الجسدي العاري كشرط لدخولهم قاعة المؤتمر في أحد فنادق القدسالغربية. إلى ذلك، أطلق صاروخان من قطاع غزة سقطا في جنوب إسرائيل أول من أمس دون أن يسفرا عن إصابات أو أضرار، كما أفادت متحدثة عسكرية إسرائيلية.