لا تحتاج إلى مرشد يهديها السبيل الذي تسلكه في الذهاب والإياب فكأنها تملك دليلاً لا يخطئ، بل إنها تملك حاسة غريزية ترشدها إلى الطريق حيث تقطع آلاف الكيلومترات متجولة بين الشمال والجنوب أو العكس، ففي كل عام تشهد منطقة جازان توافد العديد من الطيور المهاجرة، والتي تختار شواطئها البحرية المطلة على البحر الأحمر ملجأ لها. وأوضح أستاذ البيئة والتلوث وسلوك الحيوان المشارك بكلية العلوم بجامعة جازان الدكتور قاسم بن محمد أبوطويل، أن الحيوان أو الطير عندما يهاجر فإن هذا السلوك يعتبر وسيلة من وسائل التكيف، والتي يهدف منها إلى الحفاظ على بقاء نوعه. وليست العوامل البيئية هي السبب والدوافع الوحيد لهجرة الحيوان، لكن هناك الكثير من الأسباب والدوافع والبواعث ما زالت مجهولة حتى الآن. رمز وطني تعد منطقة جازان ذات أهمية كبيرة كموطن للطيور بالمملكة، وذلك لاحتضانها العديد من أنواع الطيور المستوطنة والمهاجرة والنادرة في المنطقة، والتي تعد رمزا وطنيا لأهل المنطقة، ومن هذه الأنواع الوقواق بأنواعه والدجاج الحبشي والشقراق الحبشي والأوروبي ونقار الخشب العربي وذو المنقار الشمعي، إضافة إلى العصور الذهبي والعربي الذي يوجد في منطقة تهامة. مهاجرة وعابرة ذكرت موسوعة المملكة معلومات عن الطيور المهاجرة والعابرة لمنطقة جازان، حيث أشارت إلى أن الطيور المهاجرة والواصلة من الشمال تقضي فصل الشتاء كاملاً في المنطقة، أما الطيور العابرة فهي التي تمر بمنطقة جازان وتقضي بعض الوقت، لا يزيد عن أيام معدودة، خلال الخريف «سبتمبر» أو أثناء عودتها إلى الشمال في الربيع «أبريل» ومن أههما: «بلشون الليل، البلشون الرمادي، النحام الكبير، الرهو، عقاب السهول، الشاهين، آكل المحار، أبو اليسر المطوق، الزقزاق المطوق الصغير، الدريجة الصغيرة، كروان الماء، إضافة إلى العديد من الطيور الأخرى». الطيور الزائرة أشارت الموسوعة إلى أن الطيور التي تصل إلى المنطقة بحلول شهر أبريل تقضي أشهر الصيف بغرض التكاثر، ثم تغادر في سبتمبر جنوباً أو إلى شرق القارة الإفريقية لقضاء فصل الشتاء هناك، ومنها صياد السمك رمادي الرأس، والذي يمتاز باللون الأسود في منطقة الظهر وباللون الأزرق على الجناح والذيل. مدار السنة تعد منطقة جازان من أكثر المناطق بالمملكة والخليج لعبور ووجود الطيور النادرة والمهاجرة على مدار السنة، ومن أهمها البومة العربية النادرة على مستوى العالم، حيث لا تتواجد إلا بجنوب المملكة تحديداً بمحافظات جازان، وتكثر بها أنواع البوم الأخرى كقصيرة الأذن وبومة المخازن، وأيضا السبود بأنواعها الخمسة وأندرها سبد السهول. ملاءمة الظروف أضاف أبوطويل، أن الغريزة والوراثة تلعبان دورا هاما وأساسيا في هذا الصدد، إضافة إلى خصائص الحيوان وقدراته النوعية وتركيب جسمه وتطور ونمو أجهزته الحسية والحركية وغيرها. ولا يمكن أن يعيش حيوان بمفرده، كما أن معظم الهجرة تكون في جماعات مع أفراد نوعه، وعلى حسب العوامل البيئية وأثر التغير فيها على سلوك الحيوان يتضح لنا أن الحيوانات تسلك حيالها سلوكا واحدا فبعضها تكيف نفسها حسب الظروف، وبعضها يهاجر بحثاً عن ظروف تلائمه، وخير مثال على ذلك هجرة الثدييات، الطيور، الأسماك، والحشرات. الملاحة البصرية أكد أستاذ البيئة والتلوث وسلوك الحيوان، أن العديد من التجارب تفترض أن معظم الطيور تبحر بواسطة الرؤية حيث تميز العلامات الطبوغرافية الأرضية، وتتبع طرقا مألوفة للهجرة، وهو سلوك تساعده الهجرة بالأسراب، والتي تتجمع خلالها المصادر الملاحية والخبرة لدى الطيور الأكبر. ولكن إضافة إلى ذلك، فإن الطيور تستفيد من مجموعة من مشاعر التوجيه تكون تحت تصرفها. وتوجد لدى الطيور حاسة فطرية عن الوقت، وهي ساعة داخلية في غاية الدقة، كما توجد لديها حاسة فطرية للاتجاه؛ وأحدث الأبحاث تضيف تصديقا للنظرية القديمة، ذات الجدل الكثير، في أن الطيور يمكنها أن تكتشف وتبحر بواسطة المجال المغناطيسي الأرضي. سلوك الهجرة 01 الطيور المقيمة 02 الطيور العابرة 03 الطيور الزائرة الشتوية 04 الطيور الزائرة الصيفية