أكد المتحدث الرسمي بالنسخة الخامسة لمهرجان الملك عبدالعزيز للإبل الدكتور خالد بن عبدالله التركي على أن استثمار روَّاد الأعمال ولاعبي كرة القدم إضافة كبيرة لقطاع الإبل، وأن «المفاريد» شكلت الحدث الأبرز هذا العام، مبيناً أن نادي الإبل اعتمد نتائج دراسات مسحية ميدانية أوصت بتعديل فئات الجمل في النسخة الخامسة، مشدداً على أن المشاركات الأجنبية لو كانت مفتعلة لذهبنا بهم إلى مراحل التحكيم النهائي. مستجدات الخامسة أوضح التركي أن من أبرز ما شهدته النسخة الخامسة تطوير آليَّة التسجيل والتي تميزت بسلاستها، وتعدد قنواتها وأدت لتمكين الكثيرين من الحضور في قوائم المشاركين، مضيفا: أنها انعكست على الحضور فشهد المهرجان حضور 960 مشاركًا، و27 ألف متن مع بداية المهرجان، كما زاد العدد كثيرًا بسبب استمرار التسجيل المتأخر حتى قبل 72 ساعة من الدخول للبوابة. وذكر أن إعلان الشيخ فهد بن فلاح بن حثلين باعتماد مسابقة المفاريد كان الحدث الأبرز في النسخة الحالية؛ لأنَّها أثَّرت على اقتصاديات المهرجان بشكل لافت، وضاعفت الطلب على المفاريد، حيث بدأت إبل البادية، وأصحاب الدخول المتوسطة في الإنتاج لتحقيق أرباح مالية عالية. وأضاف: إن من أهم ما أضيف في الموسم الخامس تعديل فئات بيرق المؤسس إلى 80 متنًا، وسيف الملك إلى 60 متنًا، وشلفا ولي العهد 40 متنًا، وأنها جاءت بعد دراسة كبيرة قامت بها جامعة الأمير مقرن بن عبدالعزيز بالمدينة المنورة، وشارك فيها استشاريون، وأساتذة، وباحثون جامعيون. استمرارية الأداء وشدّد على قوة قطاع الإبل اقتصاديا، وأن جميع الأسواق العالمية تأثرت بجائحة كورونا (كوفيد-19)، باستثناء قطاع الإبل، بل إنه الوحيد الذي لم يتأثَّر بالجائحة، وتواصلت الأسعار وعمليات العرض والطلب كما هي، كما أن الإبل تمثِّل عند الأوروبيين والأمريكيين شيئًا كبيرًا، ويحرصون على معرفة تفاصيلها بشغف، وقد لاحظت هذا الأمر عند دراستي مرحلة الدكتوراه في بريطانيا، حيث كانت رسالتي للدكتوراه عام 2000م عن الخصائص الاجتماعية والاقتصادية لمربي الإبل والهجن في المملكة العربية السعودية. المشاركات الأجنبية عن أثر مشاركة الأجانب في المنافسات وما يتردد حول كونها مفتعلة، أجاب التركي بأن تلك الأقوال تدعو للاستغراب، فلو كانت المشاركات مفتعلة لما خرج المشاركون من مرحلة التحكيم الأولى، وكنا ذهبنا بهم لمرحلة التحكيم النهائي من أجل مزيد من الأضواء. ويبين التركي أن الفرنسي شارك وخرج، وكذلك الأمريكي جوزيف، وكانت هناك مشاركة إماراتية مسجلة في مسابقة الطبع والأصايل محليات، والهجيج قبل تقليص وقت المهرجان، كما شهدت مفاريد الحمر مشاركتين: روسية وأمريكية من لوس أنجلوس. مستقبل الإبل تطرّق التركي إلى ما يمتلكه قطاع الإبل من مستقبل عالمي واعد، مؤكداً أن ما تحقق حتى الآن لا يمثل 10% فقط من رؤية ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، المشرف العام على نادي الإبل الأمير محمد بن سلمان، كما أشار إلى ذلك المشرف العام على مهرجان الملك عبدالعزيز للإبل الشيخ فهد بن فلاح بن حثلين. ويتوقَّع المتحدث الرسمي أنْ يكون لمستقبل الإبل شأن كبير في وجود رئيس مجلس إدارة المنظمة الدولية للإبل الشيخ فهد بن فلاح بن حثلين، هذا الرجل الذي يعمل بكلِّ قوة واقتدار وحماس غير مسبوق لنقل هذا الموروث إلى العالمية. ويرى أن هناك الكثير من المعطيات التي تدل على المستقبل المشرق لهذا القطاع، وأبرزها حضور نائب رئيسة منظمة اليونيسكو فعاليات المهرجان بنسخته الرابعة، وصدور اعتراف هيئة الأممالمتحدة ممثلة بمنظمة اليونسكو (منظمة التربية والعلم والثقافة) بالإبل كتراث عالمي إنساني غير مادي، حيث إن هذا الاعتراف يُعدُّ إنجازًا كبيرًاً مقارنة بعمر المنظمة الدولية للإبل والمهرجان. وتحدّث عن هذا الاعتراف بكونه يجعل من المهرجان بوابة مفتوحة للسياحة، كما هو الحال في مهرجان الإبل في بوشكار بالهند، الذي يستقطب في خمسة أيام فقط ملايين الزوَّار من العالم، وأن مهرجان الملك عبدالعزيز للإبل سيكون بعد سنوات قليلة ملتقى عالميًّا لكل الناس، خاصة في ظل تحديد الجمعية العامة للأمم المتحدة، دعمًا لقرار منظمة الفاو (منظمة الأغذية والزراعة) باعتبار السنة الدولية للإبليات 2024. انعكاسات منتظرة يعيد التركي النقلة الكبيرة التي ستحدث في قطاع الإبل إلى الناحية الاستثمارية، وإلى إقامة ملتقيات ومهرجانات عالمية تُعنى بكل أنواع الإبل، سواء بسنام أو سنامين، أو اللاما، أو الألباكا، أو الجواناكو، أو الفيكونا، كما سيتم نقل مهرجانات الإبل إلى دول أوروبا، كما أعلن عن ذلك مؤسس ورئيس المنظمة الدولية للإبل الشيخ فهد بن فلاح بن حثلين. ويشير إلى أن أشواط «كأس النادي إنتاج» ستشكل عاملاً مهمًّا لنهضة مزارع الإبل في العالم وتطورها، فالإبل بصفاتها الجمالية الحالية لا توجد سوى في الخليج، وقليل من الدول العربية، وحينما تخرج الفكرة للدول الأوروبية المعروفة باقتصادياتها، بكل تأكيد سيكون هناك عمل احترافي من خلال دخول شركات متخصصة في القطاع الذي يملك عوائد كبيرة.