حذرت مصادر طبية من خطورة عدم الكشف المبكر عن مرض هشاشة العظام، مشيرة إلى أنه من الأمراض الصامتة التي لا يشعر بها المصاب إلا بعد أن تكون قد تمكنت منه. وكشفت استشارية أمراض الغدد الصماء والسكري، عضو الجمعية السعودية لهشاشة العظام الدكتورة صفية الشربيني أن 40% من النساء السعوديات يصبن بهشاشة العظام بعد سن 50 سنة، وتزيد النسبة إلى 60% بعد سن 70 سنة. وكشفت إحصائيات حديثة عن إصابة 25% من الرجال السعوديين فوق سن ال50 سنة بهشاشة العظام. وقال مشرف المعارض التوعوية بوزارة الصحة، عبد العزيز الحديثي ل"الوطن" إن هذا المرض يعد مرضا صامتا لا يكتشف إلا من خلال الكشف المبكر، حيث إن الشخص لا يشعر به إذا لم يجرِ الكشوفات الطبية المبكرة، مؤكدا أن مرض هشاشة العظام يعد أكثر أمراض العظام انتشارا في العالم، وتكمن خطورته في عدم وجود أعراض واضحة، ويتسبب في ضعف تدريجي في العظام، حيث نلاحظ سهولة الإصابة بترقق العظام وبالتالي سهولة كسرها. فعند فقدان العظام للكالسيوم وغيره من المعادن، تصبح أكثر قابلية للكسر وأكثر مسامية، وتكون أكثر قابلية للإصابة بالكسر نتيجة الحوادث البسيطة، ويتفاقم المرض ببطء وصمت، ولا يدرك معظم المصابين أنهم مصابون بمرض هشاشة العظام إلا عندما تنكسر عظامهم، ويكون العمود الفقري والوركان والرسغان عادة أكثر مناطق الكسر شيوعا، حيث يتعرض في كل سنة عدد من المصابين بهشاشة العظام لكسور في الورك أو الساعد بمجرد السقوط، وآخرون قد يتعرضون لتلف العظام في ظهورهم لأسباب بسيطة قد لا تزيد عن الانحناء أو السعال. وبين أن النساء يمثلن النسبة الأعلى في الإصابة بهشاشة العظام، وفي الواقع فإن حوالي امرأة واحدة من كل ثلاث نساء تصاب بهشاشة العظام، وأثبتت الدراسات أن هشاشة العظام تتسبب في كسور العظام، خاصة لدى النساء بنسبة 80% تقريبا مقارنة بالرجال، كما أن نصف عدد النساء وحوالي 13% من الرجال الذين تجاوزوا سن الخمسين يصابون بكسر عظمي مرتبط بهشاشة العظام خلال سنوات حياتهم، وتزيد نسبة الإصابة بين النساء بسبب قلة الكتلة العظمية مقارنة بالرجال في نفس المرحلة العمرية، إضافة إلى الحمل والرضاعة ودور هرمونات الأنوثة ومرحلة سن اليأس. ويعد "حدب السيدة العجوز" علامة واضحة في أوساط كبيرات السن على الإصابة بهشاشة العظام. وأشار إلى أن المحافظة على صحة العظام هي عملية تستمر مدى الحياة، فهي تبدأ من عمر الطفولة، ويمكن الحماية من الإصابة من هذا المرض باتباع العادات الغذائية الصحية، فحوالي 50% من عملية تكوين العظام تتم خلال سنوات النمو في فترات المراهقة، وحتى في سنوات الشباب الأولى في بداية العشرينات، تكون العظام أقوى وأكثر كثافة، وبحلول الثلاثينات تكون العظام بنفس كثافتها التي ستظل عليها حتى سنوات العمر المتقدمة، وكلما كانت العظام أكثر كثافة قبل بلوغ منتصف العمر كانت أكثر قدرة على تحمل فقدان العظام الذي يحدث بشكل طبيعي في سنوات الشيخوخة. فالعظام أعضاء نشطة وحيوية، حيث تمر بهدم وإعادة بناء، وعملية بناء وهدم العظام هي عملية مستمرة طوال عمر الإنسان، ولكن في فترة الطفولة حتى عمر الشباب تتغلب عملية البناء على عملية الهدم، مسببة زيادة في طول وكثافة العظام، ويستمر ذلك النمو حتى سن الثلاثين تقريبا، حيث تبلغ العظام ما يسمى (ذروة الكثافة العظمية). بعد ذلك قد تبقى كتلة العظام ثابتة أو تتناقص ببطء في الحالات الطبيعية، أما في حال الإصابة بهشاشة العظام فإن الكتلة العظمية تتناقص بسرعة كبيرة مسببة المرض. وعن أسباب هشاشة العظام أكد أن منها التغيرات الهرمونية التي تصاحب سن اليأس عند النساء وبخاصة نقص هرمون الأستروجين، أو نقص الهرمون الذكري عند الرجال، بالإضافة إلى عدم كفاية الكالسيوم وفيتامين دي في الوجبات اليومية، والتدخين والمشروبات المحتوية على الكافيين والكحول، وعدم ممارسة الأنشطة الرياضية والبدنية، وتناول أدوية معينة مثل السترويدات ومضادات التشنج وكذلك عند ازدياد نشاط الغدة الدرقية. وفي نفس السياق لقي جناح وزارة الصحة المتعلق بهشاشة العظام والمشارك ضمن 8 أجنحة أخرى تابعة للوزارة في مهرجان صيف أرامكو 2012 إقبالا كبيرا من الزوار، حيث أجرى فحوصات هشاشة العظام لنحو 3162 زائرا وزائرة منذ بداية المهرجان وحتى أول من أمس. وأوضح الحديثي أن جناح هشاشة العظام يهدف لتوعية النساء، وقدم خدمات الفحص ل 968 زائرا و2194 زائرة، حيث تتضمن الخدمات إضافة إلى خدمات الفحص تقديم ندوات توعوية تثقيفية نسائية عن المرض وأسبابه وكيفية الوقاية منه وبالذات في أماكن تجمع النساء، إضافة إلى توزيع مطبوعات توعوية صحية توزع على أفراد المجتمع للتعريف بالمرض، والتوعية بطرق الوقاية منه والأسئلة الشائعة حول المرض.